اعتداء ضابط على معلم!!
محمد يعقوب واحد من المصريين الذين رفضوا الانزواء خلف مشكلاتهم الشخصية، واختار طوال حياته أن يكون من أصحاب المبادرات الإيجابية فالتحق بالعمل مراسلا لجريدة الأحرار، ثم أصبح واحدا من قادة الحزب بالشرقية، ورغم كونه واحدا من معلمي مصر المخلصين، إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة في مواجهة مشكلات مجتمعه، بالنشر حينا وبالتواصل مع المسئولين أحيانا أخرى.
أعرف محمد يعقوب منذ أكثر من عشرين سنة، وعهدته واحدا من شباب الأحزاب الذين يمتلكون قدرات قيادية في إدارة العمل الجماهيري، كما عرف عنه انصهاره في مشكلات مجتمعه، فلم يطلب لنفسه شيئا طوال تاريخه، رغم أنه كثير الإلحاح على المسئولين في محافظته، لحل مشكلات الناس كما شهد له الجميع بأنه دوما يكون جزءا من الحل، ولم يكن يوما من الأيام جزءا من المشكلة.
محمد يعقوب بين أهله وناسه رجل موضوعى، متدين، ملتزم في عمله إلى أقصى درجة، اجتماعى إلى أقصى حد، يحاور المختلفين معه بالحسنى، ولم يكن يوما من الأيام عدوا لطرف من الأطراف السياسية المتعاركة حتى أوقات الانتخابات العصيبة، فقد عرف عنه سعيه الدائم لخلق مساحات تواصل بين الأطراف المختلفة، كما كان دوما صاحب يد عليا في جلسات جمعت أطرافا متضاربة أو متعاركة.
وليعقوب أدوار متعددة، فهو المتحدث الرسمي لنقابة المعلمين بالشرقية، نائب رئيس حزب الأحرار، وكان المتحدث الرسمي لحملة السيسي الانتخابية بالشرقية، ووقع عليه الاختيار ليكون ضمن لجنة "كمل يا ريس" الحالية، وهو إلى جوار ذلك مدير لمدرسة بالتعليم الأساسي.
أقول ذلك بمناسبة اعتداء ضابط شرطة عليه وبوحشية أثناء انتظاره لصلاة الفجر أمام مسجد المجيدي بفاقوس، رغم اطلاعه على تحقيق شخصيته، وعندما وصل الأمر إلى قادة الأمن بالمحافظة آثروا الصلح بين يعقوب والضابط المعتدي، وهو ما أظنه مجافيا للمنطق، ولا يمكن أن يرضى به السيد وزير الداخلية، فالأمر أعقد من فكرة الصلح والاعتذار، بعد اعتداء غاشم عليه أمام الناس دون جريمة اقترفها الرجل.
أتصور أن تحقيقا عادلا يعيد الأمور إلى نصابها هو ماستسعى إليه وزارة الداخلية إحقاقا للحق!