رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «علياء» عاشقة رسم وجوه «العواجيز»

فيتو

خطوط غائرة حفرتها سنون المعاناة، والشعر الأبيض يغزو الرءوس، وبلغ الوهن مداه، وانحنى الظهر من أعباء الهموم، وترتسم البهجة فوق شفاههم المتيبسة من لمسة حنان دافئة، تعيد التوهج بمعنى جديد للحياة.


علياء بسيوني، شابة تحمل في قلبها عشرين ربيعا، تغازل بريشتها لوحاتها بوجوه كبار السن، فتبدع في إنطاق ملامحهم بمكنون أرواحهم المنهكة، ثم تهدي اللوحة ابتسامة من وجه «العجوز»، وتضعها بين يديه، فيشرق نور الروح بعرفان للجميل من بين ثنايا فم يكاد يكون خاليا من الأسنان، أحقا هذه صورتي؟

ربيعية العمر تستدفئ برسم لوحات «العواجيز»، تستلهم منهم الحكمة، طالبة السنة الثالثة بكلية التجارة نجحت في عناق أرواح كبار السن برسم وجوههم على لوحاتها ابتغاء استعادة الكبير ربيع العمر، ليتذكر كم كانت الرحلة مرهقة، والآن تحين لحظة المفاجأة المفرحة.

«علياء» صاحبة موهبة فطرية منذ طفولتها المبكرة، ارتبطت بحب ريشتها وألوانها، فأبدعت أكثر من المحترفين، التلقائية تنضح بعطر الموهبة، بعيدا عن جمود نظريات مدارس الفن الصماء، وتتأمل وجوه كبار السن في جامعة القاهرة، تنطبع تلك الوجوه المتعبة في ذاكرتها، وما إن تخلو إلى نفسها، تستعيد من مخزون ذكرياتها هذه الوجوه، فتسكب فنها بمشاعها الحنون على صفحة اللوحة البيضاء.

ألا لعنة الله على التنسيق الذي وأد حلمها في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، وأدخلها- رغما عنها- لعالم الأرقام الجافة في كلية التجارة، لكنها لم ترفع الراية البيضاء، واجتهدت لتنمية موهبتها، فأبدعت نورا يشرق في وجوه وعيون «العواجيز» عندما تهديهم لوحاتها.

«ورش الرسم» بجامعة القاهرة جذبتها للتعرف على أسرار وخبايا هذا العالم السحري، فاكتفت بالقلم الرصاص، ثم أتقنت الرسم بألوان الزيت، فأتمت أساسيات فن البورتريه، ولعل دعوات «العواجيز» تشق طريقها إلى السماء، فتدفع «علياء» إلى الفوز في المسابقات العالمية.
الجريدة الرسمية