رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى إسماعيل ياسين "الإصرار" سر نجاحه.."أبو ضحكة جنان" تحدى قسوة الظروف ليكون نجم الشباك الأول.. كون ثنائيا فنيا فريدا مع توأمه "الإبيارى".. نهاية حزينة لفنان رسم البسمة على وجوه الملايين


الطموح والإصرار هما كلمتا السر في نجاح الفنان الراحل إسماعيل ياسين نجم الكوميديا الأشهر الذي تصدر الشباك وحقق أعلى الإيرادات استطاع "أبو ضحكة جنان" أن يرسم البسمة على شفاة المصريين لعشرات السنين ورغم سخرية البعض منه إلا أنه بعبقريته وحسه الفنى العالى استطاع أن يحول تلك السخرية إلى أيقونة نجاح قبل أن توافيه المنية يوم 24 مايو عام 1972 عن عمر يناهز 59 عاما.


البدايات
ولد إسماعيل ياسين في محافظة السويس وكان يعشق أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب ويرددها منذ نعومة أظافره، ويحلم بأن يكون مطربا ودفعه هذا الحلم إلى السفر إلى القاهرة في عمر الـ17 عاما وكان ذلك في بداية الثلاثينات حيث عمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد على وأقام بالفنادق الصغيرة الشعبية.

التحق إسماعيل بالعمل مع الأسطى "نوسة"، أشهر راقصات الأفراح الشعبية في ذلك الوقت. ولأنه لم يجد ما يكفيه من المال تركها ليعمل وكيلا في مكتب أحد المحامين للبحث عن لقمة العيش ورغم امتلاكه الموهبة عانى من انتقادات عديدة بسبب مظهره والذي مثل له عائقا في تحقيق حلمه كمطرب.

ولكنه عاد يفكر مرة ثانية في تحقيق حلمه الفني فذهب إلى بديعة مصابني، بعد أن اكتشفه توأمه الفني وصديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنية المؤلف الكوميدي الكبير أبو السعود الإبياري والذي كون معه ثنائيًا فنيًا شهيرًا وكان شريكًا له في ملهى بديعة مصابني ثم في السينما والمسرح، وهو الذي رشحه لبديعة مصابني لتعينه بفرقتها وبالفعل انضم إلى فرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى بديعة مصابني.

فن المونولوج
استطاع إسماعيل يس أن ينجح في فن المونولوج، وظل عشر سنوات من عام 1935- 1945 متألقا في هذا المجال حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، والذي كان يقوم بتأليفه دائمًا توأمه الفني أبو السعود الإبياري.

السينما
وفى عام 1939 كان بداية دخوله السينما، عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك في فيلم "خلف الحبايب". وقدم العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني من أشهرها في تلك الفترة "على بابا والأربعين حرامي" و"نور الدين والبحارة الثلاثة"و"القلب له واحد" وعمل إسماعيل ياسين وقتها مع أغلب النجوم خاصة أنه قدم وببراعة الأدوار الثانية في أغلب الأفلام التي تم إنتاجها في تلك الفترة وفي عام 1944 جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدي فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم "الناصح" أمام الوجه الجديد ماجدة واستطاع ياسين أن يكون نجما لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير، وكانت أعوام 52 و53 و54 عصره الذهبي، حيث مثل 16 فيلما في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر.

البطولة المطلقة
وعلى الرغم من أن إسماعيل ياسين لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال، وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك، فإنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير وقفز للصفوف الأولى ما دفع المنتجين إلى التعاقد معه على أفلام جديدة ليصبح البطل الوحيد الذي تقترن الأفلام باسمه حتى وصل للقمة.

166 فيلما
وقدم إسماعيل ياسين أكثر من 166 فيلما في حياته وكان أحد أسباب نجاحه الفعلي توأمه الفني أبو السعود الإبياري والمخرج فطين عبد الوهاب حيث كونوا ثلاثيًا من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية.خاصة أن 30% من الأفلام التي قدمها نجم الكوميديا كان وراءها المخرج فطين عبد الوهاب، وكانت تحمل أغلبها اسم إسماعيل ياسين، حيث أنتجت له الأفلام باسمه.

50 مسرحية
في عام 1954 ساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه بشراكة توأمه الفني المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدي 12 عاما حتى 1966 قدم خلالها ما يزيد على 50 مسرحية بشكل شبه يومي وكانت جميعها من تأليف أبو السعود الإبياري واستعان إسماعيل ياسين وشريكه أبو السعود الإبياري بعدد كبير من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياتهم منهم: السيد بدير، محمد توفيق، عبد المنعم مدبولي، نور الدمرداش. كما عمل في مسرح إسماعيل ياسين نخبة كبيرة من كبار النجوم أمثال: عبد الوارث عسر، شكري سرحان، سناء جميل، تحية كاريوكا.

مشوار مع الحزن
كتب على إسماعيل ياسين أن يعيش فترات طويلة في حياته يحمل داخل قلبه كما كبيرا من الحزن خاصة في طفولته حيث عانى من مرارة زوجة الأب ومن إفلاس والده ما اضطره للعمل وهو صغير إلا أن استطاع تحقيق حلمه لكن هذا الحزن عاد مرة أخرى إلى حياته خاصة مع انحسار الأضواء عنه سينمائيا عام 1965 وتراكمت عليه الضرائب وأصبح مطاردا بالديون فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة منها وعمل مرة أخرى كمطرب للمنولوج كما بدأ ثم عاد إلى مصر محطما كسيرا وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل.
الجريدة الرسمية