رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أشهر نقاش معادن بالإسكندرية: اتعلمتها من يهودي

فيتو

"الحفر على المعادن"؛ مهنة يتوارثها الأجيال من بعضهم البعض، حيث يبدأ "النحات" برسم الأشكال مستخدمًا قلمه على قطعة من النحاس أو الفضة، ويبدأ بالنقش حتى يتمكن صناعتها بأشكالها الزاهية، يهب العديد من الأجيال حياتهم في تعلم تلك المهنة، منذ الوهلة الأولى من حياتهم ونعومة أظافرهم.


يُعد النقش على المعادن واحدًا من الفنون الدقيقة، التي نشأت مع تطور الفنون اليدوية والتطبيقية المصنعة من المعادن، فهي ليست بالسهلة لأنها تحتاج إلى مهارة ودقة عالية من الذي يعمل بها ليظهر في النهاية نقوش رائعة تدل على براعة صاحبها، ويتمثل هذا الفن باستخدام رسوم يدوية على سطوح معدنية بعد تحويلها إلى نقوش بارزة أو غائرة.

"عادل واصف" رجل في أواخر عقده السابع، عندما تنظر إلى وجهه تجده امتلأ بالتجاعيد وبنظرات عينيه الثاقبة التي تحكي عن الأعوام التي قضاها في المثابرة والعمل في مهنة "النقش اليدوي على المعادن"، والتي لا يجيدها الكثير في وقتنا الحالي مع استحداث آلات تفعل ذلك بسهولة ودقة، مما جعل الكثير يفضل الاقتصار في العمل عن الجهد مع وجود الدقة المتناهية التي برمجت بها هذه الآلة لتصنع كلمات ورسوم بجميع الأشكال التي نحتاجها، ولكن عندما تجد يدًا تكافح من أجل أن تثبت جدارتها بجانب التطور الذي ملأ العالم، مما يجعل الفرد يترك التميز والإبداع في مهن تحتاج منا دقة ومهارة لكي نجيدها.

"واصف" ابن مدينة الإسكندرية، يقطن بمنطقة المنشية، في زقاق متفرع من شارع سوريا الذي يشتهر بتجارة الذهب والفضة، يعمل في مهنة النقش على المعادن من عام 1947، وكان السبب الوحيد الذي لفت نظره لها هو إعجابه بها بعد تعلمه لفنون الخط منذ نعومة أظافره على يد أحد الخطاطين بالإسكندرية، وصار يتعلمها لمدة ثلاث سنوات.

"أنا اتعلمت فنون الخط مع أني مش متعلم ومأخدتش غير محو الأمية" بهذه الكلمات التي تظهر مدى إصراره على تعلم الخط العربي والنقش حتى مع جهله بها وبقواعدها، قرر وهو في عامه الثامن أن يحترف المهنة التي أحبها ومن وقتها وحتى يومنا هذا، لم يترك "عادل" قلمه ومنشاره الذي يساعده على النحت بها، "اتعلمت فنون المهنة دي على إيد واحد يهودي من نحو 70 سنة، وتعليمي لفنون الخط خلاني أتقن المهنة دي لدرجة أني بكتب على الدبل والخواتم وأي معدن بنحو 28 لغة، وده كله بفضل اليهودي وحبي للمهنة دي".

بالرغم من كبر سن "عادل"، وتعليمه لأولاده وحصولهم على شهادات عليا، من وراء مهنة النقش على المعادن، فإنه مازال لديه الإصرار على استكمال عشقه الذي لم ينفك عن العمل به، مازال يحتفظ بمهارة يده ودقتها كأنها يد شابة تسير على المعادن لتظهر بريقًا وأشكالًا تبهر الأنظار لبراعة تنفيذها، قائلا: "مش هاقول أي كلام مش كويس على أي يهودي أنا عرفته هنا في مصر، لأنهم كانوا أحسن مني، بل أحسن من المصري نفسه، كانوا منظمين في مواعيد عملهم ومش بيبخلوا على أي حد بخبراتهم"، استغرق في تعلم مهنة الحفر على يد اليهودي "ونيس" 3 سنوات ما بين قراءة وكتابة، وتحسين خط ومسك قلم الحفر والمنشار، وهو يحفر حاليًا على" الذهب والفضة والنحاس بجميع أنواعها، والصلب والحديد، وحتى الحفر على الحجر"، وطلبه الوحيد هو العيش في راحة وعدم المضايقة من أحد.
الجريدة الرسمية