محسن محمد يحكي قصة فلاح كمشيش
في جريدة الأخبار عام 1966 كتب محسن محمد مقالا تحت عنوان "فلاح كمشيش" قال فيه:
"أروع مافي قصة صلاح حسين شهيد كمشيش ذلك التقرير الذي كتبه قبل أن يموت للاتحاد الاشتراكي العربي الذي يفضح فيه الاستبداد عند الإقطاع في الريف المصري".
وتابع: "أن فلاح المنوفية درس مؤامرات الاستعمار ضدنا، ربط بين مايجرى في الكونغو وكوبا وغانا والحلف الإسلامي وتحرك الرجعية في المنطقة العربية كلها، وفلاح كمشيش وثائر كمشيش عرف أن العزلة في عالمنا ضرب من الخيال، وأن مايجرى في العالم كله يؤثر فينا وتؤثر فيه، وأن الرجعية إذا تحركت في الخارج فإنها أيضا تتحرك في الداخل؛ لكن الفلاحين دائما يعرفون ما يجرى".
وأضاف: "قضية كمشيش تثبت دائمًا حقيقة لم تعد في حاجة إلى تأكيد، وهي أن الذين خانوا بلادنا أيام أحمد عرابي، وقبل أحمد عرابي، والذين حصلوا على الأرض بغير عرق وبغير جهد هم دائمًا الذين يحرصون على مكاسبهم، كما أن الشعب بدوره يجب أن يحرص على مكاسبه.. كان لابد وأن يموت ويقتل فلاح كمشيش، لا لأن هذه هي النهاية الطبيعية للفلاحين المكافحين.. وإنما لأن صلاح حسين بوفاته يكون قد دق أقوى أجهزة الإنذار.. وتكون دماؤه هي أخطر سطور التحذير التي كتبها الشهيد".
وواصل الكاتب الكبير في مقاله قائلا: "قضية صلاح حسين لوحة لن يسجلها قلم، وانما يجب أن تسجلها عدسات التصوير، وأن شركات السينما في القطاع العام يجب أن تتجه إلى كمشيش للتصوير على الطبيعة مايحدث في كمشيش لتستغله في فيلم تسجيلي يقوم فيه بدور صلاح حسين أحد النجوم الكبار، وعدسات التصوير تستطيع أن تسجل وجوه الفلاحين حزينة على الشهيد، والرغبة في الانتقام".
واختتم مقاله: "ياكتاب السينما ويا كتاب المسرح بدلا من الاقتباس اقصدوا كمشيش فلعلكم تنفعلون وتكتبون".