رئيس التحرير
عصام كامل

الإعدام شنقا للمتهمين بحرق ملهى الصياد بالعجوزة.. الجناة قتلوا 17 شخصا وأصابوا آخرين.. ارتكبوا الجريمة لـ«رد اعتبارهم» بعد طرد الأمن لهم.. وتقرير الأدلة الجنائية: زجاجات مولوتوف وراء اشتعال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصدرت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار جلال عبد اللطيف، وعضوية المستشارين محسن داود، وعصام منير خليل، اليوم الإثنين حكمها على 4 متهمين بالإعدام شنقا في واقعة حرق مهلى "الصياد" الليلي بالعجوزة، يوم 4 ديسمبر 2015 ، والذي راح ضحيته 17 شخصا من العاملين من بينهم 5 سيدات.


ويحاكم في القضية محمد عماد محمد علي وشهرته "حماصة"، 18 سنة، طالب، ومحمد زكي عبد الرحمن وشهرته "المجنون"، ميكانيكي 19 سنة، ومحمد ميكا، ومحمود سعيد.

ووجهت النيابة للمتهمين العامة للمتهمين تهم القتل العمد لـ17 شخصا وإصابة آخرين، من العاملين بملهي الصياد في منطقة العجوزة.

رأي المفتي
وقررت المحكمة، نهاية الشهر الماضي إحالة أوراق المتهمين للمفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وحددت المحكمة جلسة اليوم الإثنين، للنطق بالحكم بعد ورود رأي المفتي، وأسندت النيابة العامة للمتهمين اتهامات الحرق العمد وحيازة مواد حارقة.

وكانت نيابة العجوزة برئاسة المستشار هادي عزب، أحالت 4 متهمين للمحاكمة بعدما تسلمت النيابة تقرير المعمل الجنائي، وتقرير الصفة التشريحية عن الواقعة، اللذين أكدا ضلوع المتهمين فيما هو منسوب إليهم، وكذلك أيدتها شهادات الشهود، واعترافات المتهمين أنفسهم بارتكابهم الواقعة.

وضبطت الأجهزة الأمنية بالجيزة المتهمين بحرق الملهى الليلي، بمدينة السويس، أثناء محاولتهم الاختباء والهرب عند ربة منزل على علاقة مع المتهم الأول "حماصة"، وإرشادهم عن المتهم الثالث، ليتم القبض عليه، قرب منطقة إمبابة، وتم ضبط المتهم الرابع في منزل خاله بمدينة أكتوبر.

وكشفت تحقيقات نيابة العجوزة، برئاسة المستشار هادي عزب، أن منع المتهمين "حماصة" و"المجنون" من دخول البار هو ما أثار غضبهما، فقررا الانتقام وعادا بعد عدة ساعات برفقتهما متهمان آخران وبحوزتهما زجاجات مولوتوف، وقال أحدهما: "كنا عايزين نعلم على المحل يا باشا".

رد الاعتبار
وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، في 16 يناير العام الماضي، بإحالة المتهمين محمد عماد "حماصة"، ومحمد عبد الرحمن "المجنون" وجمال محمد "ميكي" ومحمود سعيد، إلى الجنايات بعدما كشفت التحقيقات أنهم ارتكبوا الجريمة لـ"رد اعتبارهم"، بعد طردهم من قبل الأمن بسبب خلافات مع صاحب الملهى.

وأضافت التحقيقات أن المتهم الأول هو الذي خطّط للجريمة، والثاني ألقى زجاجات المولوتوف، والثالث كان يقود درّاجة نارية، والرابع هو الذي أطلق الخرطوش، وأفاد تقرير الأدلة الجنائية الخاص بالواقعة، أن "زجاجات مولوتوف" وراء اشتعال النيران في الملهى، وأدّت إلى مقتل الضحايا وتفحُّم أجزاء من المحل، كما أسهم وجود زجاجات "كحوليات" في حدوث تلك الكارثة.

وأكد المتهمون في اعترافاتهم أن مدير البار سخر من هيئتهم، ما أثار حفيظتهم، وقرروا الانتقام منه، عقب طردهم، وسبّهم بألفاظ نابية، فأرادوا «التعليم عليه وتأديبه بحرق المحل». وتابعوا أنهم بعد طردهم بنحو ساعتين، خططوا مع المتهمين الهاربين لجريمتهم، وأعدوا 4 عبوات مولوتوف، ألقوها على المحل بغرض الانتقام من مديره.

كاميرات المراقبة
وذكرت تحقيقات النيابة أن تفريغ 4 كاميرات مراقبة كانت مثبتة أعلى جدران محال تجارية مجاورة للملهى، التقطت صورًا للأحداث، ووجوه مرتكبيه، وأقر المتهمون بجريمتهم، مؤكدين أن الدراجة البخارية المضبوطة بحوزتهم هي المستخدمة في ارتكاب الحادث.

واستمعت النيابة لأقوال حسين سيد، عامل بالملهى، الناجي الوحيد، الذي قال إنه خرج من المحل قبل السادسة صباحًا لشراء سجائر، ولدى عودته شاهد 5 أشخاص يقفون أمام الملهى، وقذفوه بـ«مولوتوف»، ورأى النيران تلتهم جميع أنحاء المحل، ولاذوا بالفرار، بعد ترديدهم «علمنا عليكوا»، وأدلى بأوصاف المتهمين.

وقال الشاهد، في التحقيقات، إن الـ5 أشخاص، كانوا يقودون 3 دراجات بخارية، وأطلق أحدهم أعيرة نارية في الهواء، وخشي الحراس والمارة من ملاحقتهم، موضحًا أن الحادث لم يستغرق سوى دقيقتين.

مدير الملهى
وقال ممدوح سيد، مدير الملهى، إن المتهمين سيئو السلوك، ورفض الحراس دخولهم الملهى لذلك السبب، وسبق لهم محاولة الاعتداء على العاملين به.

وشملت القضية متهمين اثنين آخرين بالتستر على باقي المتهمين، وهما سيدة تُدعى "أم كريم"، و"ياسر. أ"، خال المتهم الرابع في القضية، وأحالهما النائب العام إلى محكمة الجنح وعاقبتهما بالحبس لمدة سنة واحدة.
الجريدة الرسمية