رئيس التحرير
عصام كامل

الأفاقون والمنافقون وعاكف!


هل للموت حرمة؟ نعم.. للموت حرمة.. لكن الإخوان لا يعرفون أي حرمة للموت؟ نعم لا يعرفون.. لكننا نتحدث عن الإسلام وليس الإخوان.. الأول ديننا العظيم والثانية جماعة إرهابية!


وماذا تعني حرمة الموت؟ تعني ألا نفرح ولا نشمت فيه.. ولا نسخر من الميت الذي بات في ذمة ربه سبحانه وتعالى.. لكن الإخوان لا يفعلون ذلك.. يشمتون في الموت ويفرحون في كل مكروه يصيب خصومهم.. ويتركون كل حكام الدنيا ولا يتوقفون حتى اللحظة وبعد اللحظة عن الهجوم على زعيم العرب جمال عبد الناصر؟ نعم.. هذه أخلاق الإخوان.. لكنني وأكرر أتحدث عن تعاليم الإسلام.. الإسلام.. هم لا يعرفونها.. ولذلك نكرههم وتكرههم الدنيا!!

لكن هل توافق على هذه الحملة التي تهاجم الدولة لأنها لم تفرج عنه وهو في هذه السن التي اقتربت من التسعين؟ لا.. لا أوافق.. هذه الحملة انطلقت من حلفاء الإخوان وعملائهم وخصوم الرئيس السيسي.. وهؤلاء ضد الرئيس في أي شيء، لقد كانوا ضده حتى وهو يحدث الجيش ويشق قناة السويس الجديدة.. وهؤلاء فيهم ـ فيهم ـ مرضى نفسانيون تغلبت الكراهية تماما عليهم.. وربما لا أمل في شفائهم.. وقبل أن أكمل.. عليك أن تعرف أن كاتب هذه السطور هو من كتب في 18 يناير الماضي هنا وفي المساحة ذاتها.. صراحة وعلنا وقبل ثمانية أشهر كاملة بعنوان "شيوخ السجون أولى من شبابها.. مبارك وعاكف" مطالبا بالإفراج الصحي، وبسبب الشيخوخة عن كل من مبارك وعاكف.. رغم أننا ومنذ عرفنا مبارك في الصبا نعارضه.. ومنذ عرفنا الإخوان في المرحلة الإعدادية وطوال ثلاثين عاما نعارضهم ونختلف ونصطدم معهم وبهم.. ومع ذلك قلنا إن الرحمة فوق الحق.. وإن هذا العمر لا يمكن صاحبه من فعل شيء إلا انتظار قضاء الرحمن.

وإن الإفراج عنهما معا ضروري لارتباط شرط السن والشيخوخة والمرض عندهما معا.. والسؤال: هل فعلا من ينتقدون الدولة يطالبون بالإفراج عن عاكف ويطالبون ببقاء مبارك!! بل ويتضامنون مع عاكف لشيخوخته ويهاجمون الدولة لعدم حسمها أكثر وأكثر مع مبارك قبل إنهاء مدة حبسه.. فهل هؤلاء متسقون مع أنفسهم؟ هل هم أسوياء.. هل هم يحترمون القانون؟ أو يبحثون عن دولة القانون؟ إننا نحترم كل أحكام القضاء حتى التي على عكس ما نريد.. فهل يفعلون ذلك؟ أم يسيرون كيفما الهوي سار؟

 سيقولون إن مبارك سارق بحكم محكمة.. ونقول إن عاكف أيضا قاتل بحكم محكمة!! ولا نريد الخوض في رجل لم يدفن حتى كتابة هذه السطور وعندما يتحول إلى تاريخ سيكون للأمر شأن آخر!

ما أكثر المنافقين.. ممن يتغلب الحقد فيهم على العدل بداخلهم.. وما أكثر البلهاء ممن يسيرون خلف هؤلاء ـ المرضى والعملاء ـ بدوافع إنسانية فيقدمون خدمات جليلة ودون قصد لأسوأ جماعة في التاريخ!!
الجريدة الرسمية