رئيس التحرير
عصام كامل

موسم المدارس ينعش سوق «تفصيل» الملابس.. «تقرير مصور»

فيتو

الخيوط الزرقاء والرمادية لا تلبث أن تنتهي حتى تعلق غيرها على حافة ماكينة الخياطة، عشرات الأمتار من الأقمشة الداكنة، تحيط بـ"عم مصطفى" فما إن ينتهي من حياكة قميص أو بدلة، يفاجأ بـ"أوردر" بنطلون تأخر لأيام.


هكذا يبدو حال "عم مصطفى"، ترزي بمنطقة شبرا الخيمة، في الأيام القليلة التي تفصل بين الإجازة الدراسية الصيفية والعام الجديد.


يعمل "مصطفى" في مهنة الخياطة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، حينما اصطحبه إخوته معهم لأول مرة وهو في عامه الثاني عشر، وقرروا أن يحترف مثلهم المهنة، ومن وقتها وحتى اليوم لا يترك "مصطفى" أقمشته وخيوطه، "بقالي 30 سنة في المنطقة، هموم ومشكلات الحي كلها معايا بيجيلي الناس يشكولي همومهم"، حتى كاد "مصطفى" أن ينسى مهنته الحقيقية فيحاول أن يصلح أحوال زبائنه مثلما يصلح ملابسهم إذا تمزقت.


موسم الدراسة هو صيده الثمين، ففي باقي أيام السنة لا يقبل المواطنون على تفصيل الملابس، بل يفضلون الجاهز، لكن ما إن تحل الدراسة، وينظرون إلى أسعار ملابس المدرسة في "الفتارين" يلجئون إلى البديل الأقل تكلفة والأكثر بقاءً، "التفصيل عامة قل كتير عن الأول، لكن في موسم المدارس بينتعش تاني".


"السنة دي الدنيا زادت في تفصيل لبس المدارس علشان خاطر أسعار الجاهز بقت عالية، علشان كده بتوقع السنة دي الزباين يكتروا عن كل سنة، بدل ما يدفع الأب 200 جنيه في طقم هيخيطه بأقل من نص الثمن"، يتحدث "مصطفى" عن اختلاف الحالة الاقتصادية لزبائنه هذا العام عن الأعوام، "قبل المدارس بكام يوم ده عامل زي وقفة العيد، مش لاحق أخلص كل الأوردرات اللي عندي".


لم تسلم أسعار الأقمشة والأدوات التي يستخدمها "مصطفى" في تصليح أو تفصيل الملابس، من نيران الأسعار التي طالت الأخضر واليابس، "الجيبة كنت بخيطها بـ30 جنيه بقت بـ35، والبنطلون من 30 بقى 40، ولو هخيط بدلة على بعضها ممكن الزبون يدفع 170"، ويرجع ذلك ارتفاع أسعار الخامات، فالزرار وصل سعره لـ4 جنيهات، والسوستة 5 جنيهات، وبكرة الخيط 16 جنيهًا".


لا يمارس "مصطفى" مهنة التفصيل لأبناء الحي فقط، بل يحاول جاهدًا أن يوفر مبالغ طائلة يمكن أن يدفعها في تفصيل ملابس أبنائه الثلاثة فيلجأ إلى ماكينته ومقصه، عاقدا العزم على أن تصبح البدلة صورة طبق الأصل من المتواجدة في المحال.
الجريدة الرسمية