رسائل إلي حمدين صباحي ( 5)
كنت علي موعد يا أستاذ حمدين في مقر حملتكم الرئاسية وأغلب قيادات الحملة أساتذتي وأصدقائي وزملائي..ولأنني وصلت متأخرا كان المؤتمر الشعبي أمام المقر قد بدأ..وحال الزحام الشديد والحمد لله من وصولي إلي الداخل..
وأثناء المؤتمر هتف البعض " يسقط يسقط حكم العسكر" وفجأة هتفت الآلاف المحتشدة الهتاف نفسه وعندما اندهشت من سلوك من كان بصحبتي وسألته: لماذا تهتف هذا الهتاف ؟؟ هل يمكن أن نهتف ضد الجيش أمام حملة حمدين صباحي؟؟ أمام مقر ابن ثورة يوليو تهتفون هكذا رغم إن الرجل يحترم في كل تصريحاته وأحاديثه جيش مصر. قال : والله لا أعرف..وجدتهم يهتفون..فهتفت!!
ورغم الرد المدهش..إلا أننا يستوقفنا سلوك آلاف الشباب..والذي ندرك تماما أن الكثيرين منهم غيروا مواقفهم فيما بعد..لكن وقد انتهي الأمر إلا أن ما يستدعي الكتابة عنه الآن هو أن العشرات من المؤثرين في القرار داخل التيار الشعبي الآن من هذا الشباب النقي ..الشريف..المثقف..المحترم ..
لكن يبقي عنصر الخبرة هو العنصر الغائب عن أغلبهم..ولم يسمح الوقت ولم تسمح معركة الرئاسة باختلاط الشيوخ والكهول مع الشباب..وهذا ليس ذنبهم لكنها المقادير ليس إلا..ولكن مع اعتبار أن الثورة ثورة الشباب كانت الرغبة في ارضائهم بأي طريقة حتي باتت هدفا في ذاته..وهو أمر طيب شكلا..لكن في المضمون ليس مطلوبا في كل الأحوال..وربما كانت حماسة بعضهم سببا لما جري من نزول ميدان التحرير عقب نتيجة الرئاسة..
وربما أيضا كان سببا في التأخر في الالتحام بالقضاة في معركتهم - معركتنا - ولمدة تصل إلي ستة أشهر كاملة تقريبا ضاعت بالكامل من عمر شعبنا..وذلك لأن في دار القضاء من يتحفظ عليه الشباب..ولكن مصلحة الشعوب و الأمم..لا تدار هكذا وتترك لمثل ذلك..واليوم الأربعاء وفق علمي..تصحح الإنقاذ والتيار الشعبي موقفهما المتأخر في دعم قضاة مصر..وهو موقف حتي وإن تأخر ستة أشهر كاملة ..إلا أنه يستحق التحية وللحديث بقية