رئيس التحرير
عصام كامل

التسول من أجل الغير.. «ليليان» خريجة مدارس أجنبية «تشحت» لمساعدة المحتاجين.. شاب مصري يستغل موهبته في عزف الجيتار بالشارع لدعم السوريين.. و«أزهري»: لا يجوز التبرع من التس

فيتو

وسط الفقر والاحتياج الذي يسكن عددا كبيرا من البيوت المصرية، دفع كثير من الشباب للتفكير في وسيلة لمساعدتهم، وكان من بين تلك الوسائل «التسول» بالشارع، رغم أن الظاهرة نفسها محرمة، ولا تناسب الأساليب القانونية الصحيحة لجمع المال؛ لتقديمها للتائهين والمُهمشين ومن يعانون من العوز والحاجة، إلا أنهم وجدوها المنفذ الوحيد للمساعدة.


ليليان حشمت
«ليليان حشمت» فتاة في الـ17 من عمرها، تخرجت في إحدى المدارس الأجنبية بحى الزمالك، ساهمت في خدمة الفقراء والمحتاجين من خلال جمع التبرعات.

تتجول «ليليان» بابتسامة خجولة تحمل في يدها «علبة» من البلاستيك، بداخلها مبلغ كبير من المال، جمعته أثناء تجولها بالشارع لجمع التبرعات من خلال سؤال كل من يمر أمامها «هل يمكنك أن تشارك معنا؟... تبرّع بأى مبلغ لمساعدة محتاج».

وقد ذكرت الفتاة في تصريحات صحفية، أن كل من يقابلها يراها «متسولة»، فيردون عليها بكلمة واحدة «الله يسهلك»، دون النظر إلى ملامحها وإذا ما كانت فقيرة فعلًا وتحتاج للمال، مضيفة أنها ابنة محاسب كبير، وتلقت تعليمها بإحدى المدارس الأجنبية بمصر الجديدة، ثم تركتها، وارتادت مدرسة أخرى بحى الزمالك، كما أن والدها عضو بأحد الأندية الكبيرة بمنطقة المهندسين ولا تحتاج للمال.

وتابعت «ليليان»، إنها تجمع في اليوم الواحد من 1000 إلى 2000 جنيه، وأشارت إلى أن أحد الأشخاص ذات مرة صادفها في الشارع، وتبرع لها بـ21 ألف مقابل ما تفعله من مساعدة للمحتاجين.

اقرأ: متسولون من أسر ثرية

جهاز لمستشفى
وفي مدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، قام مجموعة من الشباب في يونيو 2016، بالتجول في الشارع لجمع تبرعات من الأهالي؛ لشراء جهاز كبير لعلاج سرطان الأطفال، ووضعه في مستشفى 57357.

واستطاع الشباب جمع مبلغ 20 ألف جنيه، من أجل شراء الجهاز الذي تحتاجه المستشفى، ووضع في المستشفى كصدقة جارية باسم «خريجي مدرسة الجزيرة الخضراء الثانوية».

عازف جيتار
في واقعة أخرى عام 2014، قام شاب مصري 23 سنة، حاملا آلة «الجيتار» بمنطقة التحرير، بجمع التبرعات في الشارع من خلال التجول والعزف، حتى يساعده الآخرون بإعطائه أموال، من أجل مساعدة اللاجئين السوريين.

واختار عشريني العمر الموسيقى باعتبارها الوسيلة الأسرع التي تصل للناس، موضحا في تصريحات صحفية، إنه يسعى لجمع مبلغ كبير من المال، ولكن بشكل مختلف عن «مد اليد» لمساعدة السوريين في محنتهم.

تابع: «شحاتين بالملابس الرسمية»

ضوابط قانونية
وحول صحة هذه التبرعات، يقول الدكتور أحمد ربيع، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أنه لا يجوز جمع التبرعات بشكل فردي؛ لأن هناك ضوابط قانونية تحكم جمع المال العام، بجانب أن هناك احتمالية لصدق وكذب الفرد، وبالتالي الأداء الفردي غير صحيح، بل الأفضل الاعتماد على جهات مثل الجمعيات الأهلية التي تشرف عليها جهات رقابية.

الأولوية للأقارب
وأضاف «ربيع» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن التبرعات الفردية من قبل الأشخاص تكون في الدوائر الأولى للفرد مثل الأقارب ثم الجيران؛ لأن الأولى بالثواب في التبرعات الفردية صلة الرحم.
الجريدة الرسمية