نصر فتحي اللوزي يكتب: «الكلب والإنسان»
جلس السخام يبكى والدمع سيلان
سأله الجد أبقع مالى أراك زعلان
اشتد البكاء عويلا وعلى ما قد كان
أعاد الأبقع كلماته بالأسف حيران
قال السخام من البشر أنا غضبان
بغيظ ينادى أخاه يا كلب كأنه لعان
عجبت فبكيت فما لنا منك يا إنسان
لم تلصق بالقندسى ما يأباه حيوان !
الجرو لا يغتاب جروا ولا له منان
لا يدنس كرامة كذبا مدمرا بستان
بستان العزة جنة بها حلو الظنان
لن تسقط ثمارا بسوء قول اللسان
لن يركع الجبل بأظفار كل الفئران
لن يهز الجبل رياحا مالها شطآن
لن يتوقف النهر جريا مع الزمان
لا يسقط الصبار أبدا بلهو جرزان
لا يحضن الكلب أخاه بنصل سنان
لا يكون مدعي دين بسمت قفطان
يقاسم كل أخ حزنه لا يكن شمتان
لا يقتل هبلعا بسم فكيه كأنه ثعبان
سكان غابتنا منهم كقدر في غليان
ينادونكم أين أنتم منا يا بنى عدنان
إذا أطعم الإنسان كلبا كان جوعان
لن يعضه الكلب وفاء له وصوان
هذا فارق بين الكلب وبنى الإنسان
انهارت المثل كزلزال تبعه طوفان
قتلتم الأصول لم تجد فيكم العنوان
سلوكا منكم لمبادئ الأجداد نكران
صفاتك يا إنسان للكلب منك عدوان
فما كلب ذرف دموع تمساح خوان
هذا حال البعض قتلوا بينهم الأمان
وتاج الوفاء سلوكا لا يكونا ضدان
لصدق النية توبة قبل فوات الأوان
في النار يكب الناس عذابا للأبدان
إلا ما رحم الله هديا خوفا من الديان
هم كحبات ندى في فجر قبل الأذان
كتب الله أدوات بناء خاتمها القرآن
وسنة طه يقينا بنا لجنة الرضوان
بها ينال شفاعة ناجيا من الحرمان
عقل الإنسان كرامة عمارة المكان
ونور العلم تعلما هداية لك يا إنسان
به أبدا لن يغضب منك قولا حيوان
هم أمم أمثالنا بعبادة طلبا للغفران
رجاء لواسع رحمة رحيم رحمان
بتوبة طوق نجاة قبل فوات الأوان
برد الحقوق وندما على ما قد كان
وعزيمة بهدى طه طاعة للرحمن
***