غزة والضربة المصرية المزدوجة!
قبل أن تقترب الساعة من الرابعة بعد عصر أحد أيام عام 2012 وتحديدًا 14 نوفمبر وكما وصفت "يديعوت أحرونوت" الصهيونية فقد وقف رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي "بني جانتس" ووضع كفيه على مكتبه وقال منتشيا: لقد بدأنا!
ما هي إلا دقائق ونقلت وكالات الأنباء العالمية نبأ اغتيال أحمد الجعبري، رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، أو الذي تسميه إسرائيل "رئيس أركان جيش حماس" وتعتبره الرجل الأخطر داخل غزة وأنه المطلوب رقم واحد لها!
أكثر من رواية للوصول إلى الجعبري دارت في أكثر من مكان في العالم وليس فقط في غزة وإسرائيل بل بلغت حدود قطر وإيران وسوريا وعواصم أخرى.. وكل الروايات غير مؤكدة حتى اللحظة وكلها تتكلم عن اختراق تم في الدائرة الضيقة جدا للأمن الخاص بالجعبري، إلا أن المؤكد الوحيد في الأمر هو ما تناولناه سابقًا قبل فترة من أن صراعًا عنيفًا دار بين قطر وإيران في النفوذ على وداخل حركة حماس انتهى بانتصار قطر والذي كان الجعبري يقف عقبة في طريقها لرفضه التعاون مع قطر وإعلانه أنه مع المقاومة التي تمثلها إيران وسوريا كما قال فكان قرار التخلص منه.. إلا أن الملفت للنظر أن أمير قطر السابق كان في زيارة إلى غزة قبل اغتيال الجعبري بأيام.. وقيل إن قرار التخلص منه صدر بمعرفته بعد أن تلاقت الرغبات الإسرائيلية القطرية المشتركة في التخلص من رجل حماس القوى!
لماذا نروي القصة السابقة؟ نرويها لنعرف حجم الصراع الذي دار للهيمنة على الحركة وأن وجود حماس بعيدة عن مصر يتسبب تلقائيًا في مشكلات وأن الطريقة الهادئة في التعامل مع هذا الملف أفضل بكثير من التعامل العنيف الذي ترفضه مصر.. الآن مصر تعيد ترتيب البيت الفلسطيني كما قالت البيانات الصادرة من غزة ومن الضفة الغربية، حيث حركة فتح والرئيس محمود عباس.. وبالتالي فإبعاد حماس عن كل من قطر وإيران أو ابعاد كلا البلدين عن غزة عملية مهمة للغاية وبذل فيها جهدا كبيرا خصوصا أن مصر لا تعرف دبلوماسية الدولار وعندما تتفاوض أو تتوسط في أي ملف فيكون على أسس وطنية أو قومية مشتركة.. وليس بتقديم أموال أو شيكات بأرقام كبيرة!
إن كنا نعتبر حركة حماس بكاملها الجناح العسكري الإقليمي للإخوان فإن إعادتها كحركة استقلال وطني تسعى لتحرير بلدها من الاحتلال وليس كجناح إرهابي في جماعة إرهابية فهو أيضًا عمل كبير ورائع.. ولذلك وصفناها أعلاه بـــ "الضربة المزدوجة"!