«ضربة معلم» مصرية!!
بمهارات مصرية وجهود مخلصة تمكنت القاهرة من رأب الصدع بين الفلسطينيين والذي امتد لسنواتٍ طويلة كادت تودي بالقضية العربية الأولى في مجاهل النسيان.. استطاعت المخابرات المصرية أن تضع حدًّا للخلافات الفلسطينية الفلسطينية وبإرادة عربية خالصة بعيدًا عن التداخلات التي قامت بها دول عربية أخرى على مدار السنوات الماضية كادت تعصف بقضية الأرض والعرض والتاريخ.
اختارت حماس أن تتنازل وفي المقابل لم تتعنت السلطة في رام الله واختارت هي أيضًا أن تتنازل ومجمل هذه التنازلات قادت إلى وحدة الهدف مرة أخرى لنصل إلى قطار الانتخابات المعطل ولنبدأ فصلا جديدا من التوافق الفلسطيني الذي غاب عنا وأهدر الفرص وأضاع على المنطقة كلها مساحات من تحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في دولة مستقلة وقادرة على الحياة.
وبعيدا عن الأضواء دارت مفاوضات برعاية المخابرات المصرية نجحت في النهاية للوصول إلى مناطق تلاقى بين الطرفين لنفوت الفرصة على كل هؤلاء الذين تكسبوا من الخلافات بين الأشقاء في الأرض المحتلة ومن بينها عواصم ثبت تورطها في دعم الإرهاب وكل ما من شأنه إضعاف العرب وتفكيك دولهم لصالح قوى استعمارية كادت تتمكن من القضاء النهائي على حلم الدولة الفلسطينية. أيا كانت نتيجة الانتخابات القادمة فسنوات الشقاق علمت أبناء القضية الفلسطينية أن خطر الانقسام أكبر ضررا على قضية الشعب الفلسطيني من العدو الأصلي وهو الكيان المحتل الذي استفاد أكثر من كل الأطراف طوال سنوات الخلاف.
يبقى أن يشهد التاريخ أن مصر في قلب القضية وأن الشعب المصري بما يملك من مؤسسات وطنية قادر على قيادة الأمة العربية في رحلة طموحاتها وأثبتنا للعالم كله أن دماء أبنائنا التي اختلطت بالرمال لم تذهب سُدى وأن الشهداء الذين فقدناهم إنما فقدناهم من أجل الحق وأننا لا نزال نبذل كل غال من أجل قضية العرب الأولى ومصر بخاصة والأيام القادمة ربما تحمل في رحمها ما هو أكثر من الوفاق.