رئيس التحرير
عصام كامل

قطر.. لف وارجع تاني


أغلب الظن أن حكام قطر قد تجرعوا حبة شجاعة، أو أن السيد تميم «أخد قرص ترامادول» أو أنه من عشاق «كأس الجرأة»، أو على أقل تقدير قرر الدخول في مواجهة من عينة إبراهيم الأبيض، وذلك اتباعا لما ذكره محمود عبد العزيز «إنك لميت وإنهم لميتون»، فالواقع الذي يعرفه تميم ورفاقه من سدنة نظامه أن مواجهة الدول الأربع هو أمر غاية في الصعوبة والخطورة أيضا.


ويقيني أن السيد تميم وأسرته الحاكمة لديهم رسائل طمأنينة من العم سام، بأن يمضي فيما يمضي فيه دون خوف، وليس صحيحا أن قوات رجب طيب أردوغان هي من جعلته يخوض المعركة حتى النهاية، فالقوات التركية هناك أقل من أن تواجه بعمل عسكري، والسادة الأتراك إنما تواجدوا تحت شعار «عكها تفك»، فلا الرئيس رجب طيب أردوغان مناضل، ولا هو لديه من القدرات العسكرية ما يجعله يتورط فيما هو أكبر منه.

آلة الحكم في قطر لا يديرها الطفل تميم، ولا العجوز حمد، ولا ابن عمهما الخبيث الماكر، وإنما الأمر أكثر تعقيدا من ذلك؛ فالإدارة الأمريكية وجدت ضالتها المنشودة في هذا الخلاف، لتبارك خطوات الاثنين وعلى الهواء مباشرة.. نعم فالإدارة الأمريكية تتلقى خيرا كثيرا من هذا الخلاف، فالقطريون يدفعون والسعوديون يدفعون والأمريكان يتحملون وحدهم عبء معاناة «حمل» هذه الدولارات.

إن وصلت الأزمة إلى حل توقفت عجلة الدفع وإن استمرت فذلك خير كثير على الخزانة الأمريكية، وعلى كل من أراد أن يمارس دور العنترية أن يدفع أكثر، وفى النهاية سيجلس أبناء العم والأسر المتشابكة في الخليج، ولن يفيقوا قبل أن تلتهم الإدارة الأمريكية أكبر قدر من دولارات الخليج.. إذن الحل ليس في الرياض وليس في الدوحة، ولا في القاهرة ولا أبوظبي.. الحل في «كرش الأمريكان» ومتى يعلن أنه «شبع وامتلأ»!!

لا يمكن لعاقل أن يتصور أن قطر الدولة التي ليس لديها إلا غاز وبترول، وتفتقد إلى أبجديات نشوء الدولة لديها هذه القدرات على الصمود أمام السعودية وحدها، فما بالك والإماراتيون والمصريون قد انضموا إلى قافلة المقاطعة والحصار..

 من أجل ذلك ولأسباب كثيرة لن ترتدع قطر، ولن تعلن الركوع أو الاقتناع بأن دورها في دعم الإرهاب أصبح خطرا على وجودها.. حماسة الشباب في الخليج اختارت أن تدفع حتى النهاية، والأمريكان قرروا أن يأخذوا حتى النهاية، والنهاية لا تحددها إلا إدارة الموقف، والإدارة الحقيقية للصراع بين عجلات وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون والبيت الأبيض.

إذا أردتم أن تعرفوا متى يتوقف هذا الضجيج راقبوا جيدا ما يصدر عن هذه الإدارات الثلاث، ولا ترهقوا أنفسكم بما يصدر عن أي عاصمة عربية!!
الجريدة الرسمية