رئيس التحرير
عصام كامل

الشرف لا يعرف التصالح يا سيادة اللواء !


لا نعرف اللواء القاطن بالتجمع الخامس صاحب النزاع الشهير مع أحد رجال الأعمال ولا نريد أن نعرفه.. ولا نعرف رجل الأعمال صاحب نفس النزاع الشهير ولا نريد أن نعرفه.. ولكننا كنا أول من كتبنا في الموضوع قبل أي تحقيقات تتم بعد تحليل سريع للواقعة لم يكن بدافع الإحساس الشخصي فحسب وإنما بناء على منطق أثبتته الأيام التالية للمقال!


وبالرغم من البيان المضاد لرجل الأعمال بعد الواقعة بساعات وكان لانتشاره التأكيد على نفوذ رجل الأعمال وبما دفعنا للثقة فيما توصلنا إليه ودارت عجلة الأحداث وفيها القبض على رجل الأعمال نفسه بعد هروب بسيط ثم كل من اشتركوا في الواقعة إلى أن انتهينا للأنباء المتداولة إلى حد التأكيد عن إنجاز صلح بين الطرفين قيل إن اللواء وصفه على قناة "العاصمة" بأنه لأسباب إنسانية!

هنا نتوقف.. ليس نتبين.. وإنما لنذكر فالذكرى تنفع المؤمنين.. أن الاتهام الأساسي الذي أثار تعاطف الناس مع اللواء المذكور لم يكن فقط البلطجة والاستهانة بالقانون إنما كان أصلا ما قاله هو وأبناؤه من أنهم "هتكوا أعراض سيدات الأسرة وخصوصا زوجة أحد الأبناء"! وهذه التذكره لنقول الآتي:

نكتب هذه السطور ونسبة إتمام التصالح مؤكدة وبالتالي فليس الهدف من كلامنا على الإطلاق تراجع اللواء في الصلح.. فلا مصلحة لنا في الأمر.. كما أن التراجع ليس ممكنا.. وقد انتهى الأمر وأغلقت القضية.. التي فيها هاجمنا رجل الأعمال في وقت يسعي الكثيرون إليه أو "إليهم" جميعا وليس لرجل على المعاش.. إنما كان يعنينا ضرب ظاهرة البلطجة ذاتها والقضاء عليها من خلال الاهتمام والدفع إلى مزيد من الاهتمام بالواقعة.. وأثناء ذلك تعاطفت الأغلبية الكاسحة من الشعب المصري- الذي يري بعينيه يوميا تقريبا ملامح وأعراض ونتائج البلطجة في كل مكان-مع اللواء المذكور وكان جزء من التعاطف إنسانيا بينما الباقي موضوعيا لرغبتهم في القضاء على الظاهرة.

ولما كان اللواء بصلحه قد خذل هؤلاء صار الحصول على جزء من حق هؤلاء واجبا لا يمكن تركه.. ولذلك نقول: عيب يا سيادة اللواء أن تتنازل في قضية اتهمت خصمك فيها بهتك عرض أسرتك.. وسير القضية وصولها للصلح يعني صحة اتهاماتك.. كيف تتصالح تحت أي سبب مع من فعل ذلك؟ أليست كل أسرة مصرية وكل سيدة مصرية معرضين لذلك؟

إن كان كلامنا قاسيا فاللواء وأسرته يستحقون القسوة.. حيث ضاع معهم الأمل في وقفة جادة مع البلطجة.. وحيث نظل من جديد في انتظار ضحية جديدة تؤمن أنها تنوب عن المجتمع في التصدي للظاهرة وترفض كل مغريات الدنيا من أي صاحب مال من أجل كرامتها واعتبارها ومن أجل المجتمع كله!
الجريدة الرسمية