رئيس التحرير
عصام كامل

«وكالة المغاربة» مقصد سياحي اختفى من الفيوم «تقرير»

فيتو

ضاع أثر من الآثار الإسلامية النادرة في الفيوم، وحذف من قائمة المقاصد السياحية الإسلامية التي كان يقصدها الزائرون والتي تضم خمسة مقاصد هي مسجد الروبي ومسجد قايتباي والمسجد المعلق وقنطرة اللاهون أما المقصد الخامس، فقد ضاع في هدوء، ومحيت آثاره، إنه سوق أو وكالة المغاربة، التي أنشأت في فترة الحكم المملوكي، ويعرف حاليا باسمين مختلفين، شارع القصبة، أو القنطرة.


ويقول الخبير السياحي نبيل حنظل إن وكالة المغاربة كانت متخصصة في توفير احتياجات القبائل المغربية التي مرت أو استوطنت الفيوم عبر العصور الإسلامية بدءا من العصر الفاطمي، وحتى القرن الماضي كما رحبت بالقبائل التي نزحت إلى الفيوم إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا وفي فترة مقاومة شيخ المقاومين (عمر المختار) للمحتلين.

ويتابع حنظل تخصصت الوكالة لمآت السنين في توفير كل ما يتطلبه عرب الفيوم وبدوها من احتياجات يومية وتجهيز العرائس، وبرزت الوكالة في بيع الأحرمة والسجاد والعبايات الصوف.

وكان الأعراب يقصدون الوكاله لشراء احتياجاتهم، أو يحمل فريق من التجار بضاعتهم على ظهور خيولهم قاصدين مضارب الأعراب على أطراف حدود ليبيا، ونشأت بينهم صلات نسب.

ويوضح الخبير السياحي أن فكرة ''الوكالات'' تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني ولها مسميات منها ''الخان'' و''الفندق'' و''الرباط''، وكانت تتكون من عدة طوابق، الأرضي لتخزين البضائع وإسطبلات الدواب والعلوية لسكن التجار، وتقع الحوانيت في صدارتها لبيع السلع، وهكذا كانت وكالة المغاربة بالفيوم.

ويضيف نبيل حنظل انها سميت بوكالة المغاربة لأنها تخصصت في بيع البضائع التي يقبل عليها المغاربة كالأحرمة والسجاد، لكن ذلك كله أصبح ذكريات وتحولت وكالة المغاربة ببضائعها البدوية المتخصصة المميزة إلى ما يشبه البوتيكات التي تعرض الملابس والأحذية والأدوات المصنوعة من الألومنيوم ففقدت تفردها إلى تمتعت به فترة طويلة والذي كان يمنحها الميزة النسبية كسوق متخصص في الصناعات اليدوية.

ولم يتبق من وكالة المغاربة اليوم سوى بقايا مدخلها الذي ضاعت معالمه، وكان مبنيا بالحجر الأبيض المطعم بالأحمر ويوجد عقد نصف دائري على جانبيه مطعما بالخشب ويزينه شريطان من النحاس.

كما كان على جانبي بوابة الوكالة مكسلتين حجريين كان أحد تجار النعال المغربية والأحذية القديمة يتخذهما معرضا لبضاعته، وكان اسمه (همسة) وكان يحول الأحذية القديمة إلى جديدة ليقبل عليها الفقراء.

أما السقف الخشبي فلا يزال باقيا ولا تزال محال الوكالة التجارية باقية، وإن اختقت منها البضائع اليدوية لتتوافق مع مطلبات مرتادي المنطقة الآن وأصبحت المخازن ومرابط الخيل محال تجارية تعرض الأجهزة الحديثة، ودخل العمران الحديث بقوة ليغير معالم الوكالة تماما، ويضيع معلم من معالم التاريخ الإسلامي في الفيوم.
الجريدة الرسمية