رئيس التحرير
عصام كامل

127 سوقًا عشوائية بالقاهرة تحت طائلة القانون.. الباعة: لم تتم مراعاة ظروفنا الاجتماعية.. رئيس النقابة: القطاع يُدر 63 مليارًا سنويًا.. كمال: 56 مركزًا حضاريًا للقضاء على المتجولين

فيتو

تنتشر الأسواق العشوائية فى كل أحياء القاهرة، خاصة الشعبية منها، والتي حصرها صندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لرئاسة الوزراء بـ 127 سوقًا، بها 4 آلاف و837 وحدة بيع، ويرى أصحابها أنها مصدر رزقهم الوحيد، وأنها فرصة العمل التى خلقوها لأنفسهم لمحاربة البطالة، والجهات الأمنية ترى أنها تعوق حركة المرور، وهو ما جعل شوارع القاهرة أشبه بساعة حرب تشهد عمليات الكر والفر..

لم تتوقف هذه الأسواق على أسواق الباعة المتجولين فقط بل منها أسواق عشوائية ثابتة بعضها مرتبط بأيام الأسبوع، ينعقد بعضها فى أيام محددة، ويشتهر البعض الآخر بمنتجات إلا تجدها فيها، ومنها سوق الجمعة التى يصفها الكثيرون بسوق شاملة تجد فيها من "الإبرة للصاروخ"، وتوجد بها كل المنتجات والبضائع به، رغم أنها موجودة وسط المقابر.
"فيتو" تجولت بإحدى الأسواق واستمعت إلى الباعة المتجولين، خاصة بعد قرار 105 لسنه 2012 والذى يقضى بتغليظ العقوبات على مخالفات الباعة المتجولين بالغرامة والحبس ومصادرة بضائعهم، وأكد محمد رشاد، صاحب فرشة بميدان العباسية، أن القانون لا يقر أى عدالة اجتماعة والتى نادت بها ثورة 25 يناير.
وتقول الحاجة سنية إن الشارع مصدر رزقها منذ أيام الزعيم جمال عبدالناصر، وأنها لن ترحل من على فرشتها سوى وهى جثة هامدة، لأن تطبيق القانون عليها يعنى موتها هى وأسرتها التى تعولها بعد وفاة زوجها من الجوع.
وأوضح أحمد عادل -بائع ملابس بالعتبة- أنه قبل أن يتم تطبيق القانون كان على الرئيس محمد مرسى تقنين أوضاعهم بإنشاء سويقات لهم حتى يستمر مصدر رزقهم، موضحًا أنه خريج كليه حقوق عين شمس ومع ذلك لم يجد أى فرصة عمل وحتى لا يظل عاطلا لم يجد سوى هذه الفرشة حتى يتمكن من توفير مصاريفة اليومية ومساعدة أسرته.
وأضاف أحمد حسين رئيس النقابة المستقلة أن هناك حلولًا كثيرة للقضاء على ظاهرة الأسواق العشوائية من خلال استبدالها بأسواق حضارية والتى ستصب فى مصلحة البائع الذى لن ينقطع رزقه وفى صالح البلد، لانتعاش الاقتصاد بالضرائب التى سيدفعها الباعة، مشيرًا الى أن الورش ومصانع بير السلم كثيرة وتدير جزءًا كبيرًا من اقتصاد البلد.
ولفت حسين إلى أن الباعة على أتم الاستعداد لدفع الضرائب وتقنين أوضاعهم، مشيرًا الى أن هذا ممكن أن يدر للاقتصاد سنويًا 63 مليارًا، منوها الى أن هناك تجاهلًا متعمدًا للحكومة والمسئولين فى إشراكهم فى الحلول.
وأكد الدكتور أسامة كمال، محافظ القاهرة، أن المحافظة بصدد إنشاء 56 سوقًا حضارية بأماكن متفرعة بالمحافظة من أجل القضاء على الباعة المتجولين، وتيسير حركة المرور بالشوارع، لافتًا الى أن هذه الأسواق تعمل على حل الظاهرة دون الحاق الضرر بالباعة، وفى نفس الوقت الحفاظ على المنظر الحضارى للقاهرة.
وأوضح الدكتور عصام على رضوان، نائب المحافظ للمنطقة الشمالية، أنه تم الاتفاق مع الغرفة التجرية على إنشاء 4 سويقات متفرقة بأحياء شمال القاهرة خلال 3 أشهر حتى يتم نقل الباعة إليها، على أن تمولها الغرف التجارية.
وأضاف اللواء الشريف الطوخى، رئيس حى المطرية، أنه يريد إنشاء 7 أسواق حضارية بالحى على أن تكون كل سوق مكونة من 4 طوابق حتى يتسنى توفير مكان لـ50ـ ألف بائع متجول بالمطرية من أجل القضاء على هذه الظاهرة نهائيًا.
وأكد اللواء سيف الإسلام عبد البارئ، مسئول السويقات، أنه تم اختيار عدة مواقع بالمنطقة الغربية منها 3 مواقع بحى منشأة ناصر وذلك بمناطق باب الوزير والوحايد ومساكن سوزان بإجمالى "404" باكيات فى المواقع الثلاثة، كما تم تحديد موقعين آخرين فى كل من حى وسط وحى الأزبكية، وتم اختيار موقعين بالمنطقة الجنوبية وذلك بحى الخليفة وحى المقطم، أما فى المنطقة الشمالية فقد تم اختيار موقعين في كل من حى الزاوية الحمراء وحى حدائق القبة، مضيفًا أن المواقع المقترحة بالمنطقة الشرقية ستكون بحيّى شرق مدينة نصر والسلام أول.
الجريدة الرسمية