أهالي 34 عزبة في الفيوم يحاربون تكاليف الزواج بـ «القعدة»
تفرض احتياجات الحياة على البشر ضرورة التفكير في إيجاد حل سواء مؤقت أو نهائي لمشكلاتهم الملحة، خاصة تلك المتعلقة بتكاليف الزواج، فكانت "القعدة" وهي مستوحاة من ليلة الحنا في القرى والنجوع الأخري.
وارتفاع الأسعار أو قل إن شئت جنون الأسعار أوحى إلى الأهالي في 34 عزبة تتبع قرية النصارية التابعة لمركز أبشواي بالفيوم، بفكرة لتسهل على الشباب المقبل على الزواج عملية التجهيز دون أن يستدين من أحد أو يعجز عن إتمام زواجة وامتدت الفكرة إلى أهل العروس أيضا لتساعد والدها في تجهيزها على أكمل وجه.
يقول شعبان عبدالله من الأهالي: إننا فكرنا منذ سنة أو يزيد قليلا أن نساعد أقراننا في تجهيز أنفسهم دون اللجوء إلى الاستدانة أو الاقتراض من البنوك فجاءت فكرة القعدة وهي عبارة عن اجتماع أهل العزبة لدى العريس أو العروس، في جلسة أو كما نطلق عليها" قعدة" يقدم فيها أهل الشاب أو الفتاة الترمس والفيشار والمياه الغازية وتجنبنا اللحوم والموائد الفاخرة حتى لا نرهق أهل العريس أو العروس، وكل فرد من المجتمعين "ينقط" والد العريس أو العروس بما يستطيع، ووالد العريس أو العروس يكلف شابا بالقيد في دفتر القعدة اسم الزائر وقيمة" نقوطه"، حتى يتمكن من ردها بقيمتها أو زيادة قليلا عندما يقيم الآخر قعدة.
اقرأ أيضًا
بوابة فيتو: "بني سويف" تستجيب لمبادرة "بلاها شبكة"
ويضيف شعبان: أن صاحب القعدة يجمع نقوده في آخر الليل والتي في الغالب لا تقل عن 40 ألف جنيه، وتصل لدى البعض إلى 200 ألف جنيه، يدفعها في تجهيز متطلبات الفرح.
أما رجب محمد من الأهالي: فيقول إن هذه الفكرة التي تعتبر نوعا من أنواع التكافل الذي أقره الإسلام هي فكرة شابة ورائعه وتعمل على مساعدة العريس أو العروس دون اللجوء إلى الاستدانة أو الاقتراض خاصة أنها تكون قبل الزفاف بوقت كاف يتراوح ما بين الشهر والثلاثة أشهر، يستطيع خلالها العريس أو العروس تجهيز كل ما يحتاجه.
ويؤكد عبدالرحمن على أخصائي اجتماعي: أن فكرة "القعدة" رغم أنها نظام تكافل مادي بين أهالي القرية أو العزبة الواحدة، إلا أنها أيضا ترسخ روح التعاون بين الأسر وتزيد من الانتماء للقرية أو العزبة، وتساعد على نمو المجتمع إذا ما استثمرت من مؤسسات المجتمع المدني بشكل يكفل للفقير الحق في الحياه والغني الحق في السلام النفسي والطمأنينة.