"بني سويف" تستجيب لمبادرة "بلاها شبكة".. أهالي 12 قرية يتفقون على إلغاء "الذهب والنيش وحفلات الزفاف المكلفة".. مؤسس الحملة: البداية عبر فيس بوك ونحصد الآن ثمار الحملة.. تجار الذهب: كلام على ورق

أعلنت 12 قرية بمحافظة بني سويف، عن استجابتها لحملة «بلاها شبكة» التي انطلقت بالمحافظة تزامنًا مع ارتفاع أسعار الذهب، بهدف تخفيف نفقات المقبلين على الزواج والحد من المشكلات التي تتسبب في تأخير سن الزواج، ومواجهة ظاهرة العنوسة التي تفشت في مراكز وقري المحافظة.

وبدأت عائلات القري الاتفاق فيما بينها على تكاليف الزواج التي تجنبت شراء الذهب، بعد أن أقتنعت كبار العائلات بالموافقة على المبادرة التي يدعمها الشباب ورجال الدين في المحافظة، تيسيرًا على الشباب المقبلين على الزواج.

«فيس بوك»
يقول جلال ربيع، مؤسس حملة «زواج بدون ذهب»، "إنه بدأ حملته عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» ومع تفاعل الشباب مع المبادرة، أنطلقنا على أرض الواقع باختيار منسقين للمبادرة في كافة محافظات الجمهورية، وكان لمحافظة بني سويف النصيب الأكبر من المبادرة، التي أنطلقت بها منذ شهرين تقريبًا".

وأضاف: عقدنا عشرات الاجتماعات واللقاءات بقري محافظة بني سويف، لحث المواطنين على الاستجابة للمبادرة وتخفيف تكاليف الزواج وعدم الغلاء في المهور والشبكة والإسراف في حفلات الزواج، ولاقت المبارة دعمًا مجتمعيًا كبيرًا وبدأت نحصد ثمارها منذ أيام.

استجابة 12 قرية
وأشار منسق الحملة، إلى أن 12 قرية بمحافظة بني سويف استجابت للمبادرة، التي أحدثت ثورة على العادات والتقاليد الصعيدية، حيث استجابت قرى "البديني وسدمنت الجبل وكوم الرمل والمماليم ومنيل هانى وطما فيوم" بمركز إهناسيا وقري "الحيبة والعجرة وأقفهص" بمركز الفشن "وطنسا وصفط راشين "بمركز ببا وقرية دلاص بمركز ناصر.

بدون ذهب أفضل
وأكد خالد عبدالتواب طه، مفتش تموين إهناسيا، أحد المستجيبين للحملة، أنه منذ متابعته لحملة زواج من غير ذهب، وبدأ في التفكير في كيفية توعية المواطنين بالفكرة عقب إعجابه بها، ولقاءه بمنسق الحملة جلال ربيع، حيث قام بعدها بعقد لقاءات بأهالي القرية لنشر الفكرة قائلًا: "حبيت أطبق الفكرة على نفسي أولًا وقررت تنفيذها على ابني أحمد بالاتفاق مع والد عروسته عبد التواب روبي، في حضور مؤسس الحملة، على إلغاء الشبكة والتسهيل في نفقات الزواج، وعقد قرانهما بعد إنهاء العريس فترة التجنيد".

وأَضاف، أن أهالي قريته «كوم الرمل» بمركز إهناسيا أتفقوا على إلغاء شراء الذهب والاستعاضة عنه بخاتم فقط في الخطوبة، وإلغاء حفل الزواج ومشتملاته، فضلًا عن التشاور في إلغاء «الواجبات والنيش والكعك والبسكويت" والدي جي» فضلًا عن الاتفاق على ألا يتعدي مبلغ مؤخر الصداق الـ15 ألف جنيه.

أنا وخطيبي
وقالت رانيا سالم، من قرية بدهل، بمركز سمسطا: أتفقت مع خطيبي على إلغاء الشبكة لدعم المبادرة ولتكون بداية يسير عليها الشباب والفتيات في سمسطا"، مشيرة إلى أن الكثير من الزيجات تأجلت وألغيت بسبب الغلاء في المهور، وارتفاع أسعار الذهب.

نبدأ بأنفسنا
وقال حسن أمين، منسق الحملة بمركز ببا، "إن المبادرة دعت إلى بدء كل شخص بنفسه وأسرته، والانتقال إلى شارعه ومنطقته، وحث الأهالي على عدم وضع العوائق أمام الشباب من تكاليف الزواج الباهظة التي اعتاد عليها أهالي المحافظة وخاصة الشبكة".

مجرد كلام
فيما أكد حسن محمود، صاحب محل ذهب ومجوهرات، أن فكرة الحملة جيدة ولكن تنفيذها صعب للغاية في ظل تمسك الأهالي بالعادات والتقاليد، خاصة في ظل وجود أصحاب رأي وهم كبار السن ووالدة العروس التي تتحكم في هذا الأمر «إحنا بنتكلم كتير وعند الجد مبنعملش بالكلام ده» مشيرًا إلى أن الأهالي لن تلتزم بتلك المبادرات، وهناك اختلاف بين بعض القرى والبعض الآخر، لافتًا إلى أن سكان المدينة لا يشترون الذهب بكميات كبيرة مثل القرى، فالمشكلة الكبرى تكون عند أهالي القرى.

خطبة الجمعة
وقال الشيخ خلف سعد، وكيل مديرية الأوقاف، "إن رجال الدين سعداء بالمبادرات التي تطالب بتخفيض تكاليف الزواج، خاصة الشبكة التي دائمًا تقف حائلًا كبيرًا بين الشباب والإقدام على الزواج"، مشيرًا إلى أن الأحاديث النبوية تؤكد أن «الشبكة» ليست شرطًا أساسيًا من شروط إتمام الزواج، لافتًا إلى أنه يتواصل مع الوزارة لتخصيص خطبة الجمعة عن هذا الموضوع.