رئيس التحرير
عصام كامل

الحريري في روسيا.. بوتين يخطط لقطع رقبة حزب الله «تقرير»

سعد الحريري
سعد الحريري

«العجل لما يقع تكتر سكاكينه».. مثل شعبي مصري يحمل وصف دقيق لما عليه وضع حزب الله في لبنان، في ظل حالة الغضب التي تجتاح لبنان بشكل عام، والشيعة بشكل خاص عقب صفقة "الجرود" مع تنظيم "داعش"، ولم تشفع تبريرات الحزب في إنقاذ سمعته التي تمرغت في وحل الإرهاب وتحول أمينه العام حسن نصر الله إلى سمسار دماء.


الصفقة المشبوهة

جاءت صفقة "الجرود" المشبوهة بين حزب الله وتنظيم "داعش" لتكون الغلطة التي يقع فيها الشاطر" حسن نصرالله" وتعري حزب الله أمام جمهوره الشيعي في لبنان وسوريا والعراق والمنطقة العربية وتسقط الحزب في الداخل اللبناني، وفرص للخصوم للهجوم على الحزب وتحقيق مكاسب سياسية وشعبية.

وكانت أكبر الضربات التي وجهت إلى حزب الله من رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل الشيعة نبيه بري، الذي علق على موضوع التحقيق في ملابسات خطف العسكريين والضجة القائمة حوله بقوله: «البعض نسي أنه في ٢٠١٤ وضعنا حائطًا بين عرسال ومحيطها خوفًا من الفتنة، الفتنة السنية الشيعية هي من منع إطلاق سراح العسكريين» مؤكدًا «انني لست المعني بتغطية رئيس الحكومة السابق تماما سلام وقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي ولكن لا يعقل تحميلها مسئولية ما حصل في ملف العسكريين».

الصحفي والمحلل السياسي اللبناني الشيعي، على الأمين، رأي أن تصريحات بري وضعت حزب الله أمام المحاكمة، لأنه كان ينوي ارتكاب جريمة أكبر من كل جرائم الاٍرهاب بحق الوطن وهي اجتياح مدينة عرسال اللينانية الحدودية وتهجير اَهلها وتدميرها تمامًا كما فعل في القصير السورية، ضمن خطة التغيير الديموغرافي في سوريا وما يجاورها حفاظًا على النقاء المذهبي في سوريا المفيدة أي الإيرانية وما يجاورها، وهو ما يشكل ضربة أخرى لحزب الله في الداخل اللبناني، وهذه المرة من حليف سياسي ومذهبي.

روسيا

مع اقتراب وضع الحرب في سوريا اوزارها وانتهاء الصراع بشكل كبير مطلع 2018، يبدو أن القيصر الروسي فلادمير بوتين يستعد لاستيلاء على مقاليد الأمور في سوريا، وابعاد الحليف المزعج "إيران وحزب الله"، ليضمن بقاء سيطرته على سوريا المفيدة، ويكسب الحلفاء العرب وخاصة الدول الخليجية بتقليص نفوذ طهران في دمشق وهو ما يعني ينعكس تدريجا على وضع حزب الله، والذي بات محل خصومه من الجميع.

بوتين يدرك أن تقليص نفوذ حزب الله في لبنان سينعكس بدوره على وجود حزب الله في سوريا وبالتالي يصب في مصلحة تحجيم والقضاء على نفوذ إيران في سوريا ولبنان.

موسكو المنخرطة في الصراع منذ بدايته تدرك جيدا أن الانتصار على إيران وحزب الله في الصراع السوري، يشير إلى انها الطرف الأقدر على تحقيق مصالحها ليس في سوريا فحسب، وإنما في المنطقة ككل، لاسيما في العراق ولبنان واليمن.

لذلك عملت روسيا على التواصل مع المؤسسات اللبنانية لأنها تدرك أن مؤسسات الدولة هي الأبقي، وتستقبل موسكو، غدا الإثنين، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، سعد الدين الحريري، في زيارة رسمية إلى روسيا، على رأس وفد وزاري، لبحث العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية بين البلدين.

كما ستسقبل موسكو لاحقا الرئيس اللبناني ميشال عون، وهو ما يعني مزيدا من التنسيق بين الحكومة الروسية ونظيرتها اللبنانية بما يضمن بسط روسيا يدها على سوريا ولبنان في هدوء ودون منافس.

الحضور الروسي في لبنان سياسي وعسكريا يضمن مكاسب عدة، وأيضا يطمنأ "دولة الاحتلال الإسرائيلي" على أمنها وعدم تهديدها من أي قوي عسكرية أو مليشيات.

قوة الجيش اللبناني

كل الدور الإقليمية والدولية اصبح تجد في دعم الجيش اللبناني الفرصة الأكبر والمثالية من أجل ضمان استقرار الدولة وتحجيم وإسقاط حزب الله اللبناني، وبالتالي تحجيم إيران اقليميا.

وتنظر الإدارة الأمريكية إلى أن تعاونها مع الجيش اللبناني منذ أكثر من عشر سنوات "كأفضل استثمار" وهو التعبير الذي استعمله الجنرال جوزيف فوتيل في شهادة أمام الكونجرس الأمريكي منذ أسابيع، وترى الإدارة الأمريكى أن الجيش اللبناني تحوّل من قوة متواضعة إلى قوة قادرة على حماية الحدود ومواجهة داعش وهناك توافق على ذلك بين مجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية.

ودخول روسيا على خط دعم الجيش اللبناني لتفادي غدر إيراني وحزب الله في سوريا ولبنان في ظل تجارب روسيا مع الجماعات المسلحة وإيران في افغانستان والعراق وسوريا.

كما أن هناك دعم عربي بقيادة السعودية للجيش اللبناني بما يمهد لدفع الجيش اللبنانبي بشكل قوي من أجل فرض قوته وارادته أمام نفوذ حزب الله الذي يوصف بأنه دولة داخل الدولة

إضعاف الحزب

الولايات المتحدة الأمريكية ضمن الدول التي تسعي إلى تحجيم واضعاف حزب الله في لبنان باعتباره ذراع إيران الطولي في المنطقة، لذلك تجري الإدارة الأمريكية منذ أسابيع تقييمًا للأوضاع في لبنان في إطار العمل العادي لأي إدارة جديدة وأيضًا في إطار مراجعة سياسة واشنطن تجاه طهران.

وتنظر واشنطن إلى حزب الله كتنظيم إرهابي يعمل في لبنان وسوريا، وله امتداداته في اليمن وغيره من دول العالم العربي. كما أن التنظيم له امتدادات "إجرامية" حول العالم ويستعمل شبكات تهريب السيارات وتبييض الأموال في وسط وجنوب أمريكا وفي أفريقيا لتمويل نشاطاته، لذلك تفرض واشنطن من وقت لاخر عقوبات تزيد من معاناة حزب الله المالية.

من وقت للاخر تفرض واشنطن عقوبات ضد حزب الله وإيران، مما يساهم في اضعاف الحزب وهو ما بدا واضحا في الأزمات المالية داخل حزب الله.

قطر على الخط

وتعد العلاقات بين حزب الله وقطر، من أكثر العلاقات التي تثير الانتباه، فعلاقة الدوحة بحزب الله تعد محطة هامة في سقوط الحزب.

فقطر نجحت في نسج علاقات قوية مع حزب الله من 2006، إلا أن الدور الذي لعبته قطر مع الحزب في العديد من الصفقات المشبوهة مع الجماعات الإرهابية في سوريا كجبهة النصرة، وآخرها صفقة الجرود مع داعش" جعلت من الحزب أحد اللاعبين القذرين في المنطقة واسقطته شعبيا وأخلاقيا.


الجريدة الرسمية