10 خطوات لاكتشاف الأماكن الأثرية.. شواهد ودلالات توضح أماكن تواجدها.. إجراء حفائر وأخذ الاحتياطات.. الرفع المعماري وتسجيل الآثار أهم الخطوات.. والتأريخ والترميم ضمن القائمة
تزخر أرض مصر بكنوز أثرية تعود إلى عصور تاريخية متعددة، تقدر بمليارات الدولارات ويمكنها جذب ترليونات من العملة الصعبة في موسم السياحة، وبقدرة فريق متميز من الباحثين والدارسين، تتمكن مصر بين الحين والآخر من اكتشاف مقابر أثرية، ذي قيمة عظيمة.
آخر اكتشاف
واكتشفت وزارة الآثار خلال الأيام الأخيرة، مقبرة بمدينة الأقصر، لـ«أمنمحات» صانع وتاجر مجوهرات في الأسرة الـ18 في الدولة الفرعونية الحديثة، والتي دفن معه داخلها "أمنحتب" زوجته، و"نب نفر" ابنهم بقلب جبانة دراع أبو النجا بالبر الغربى، وتحوى تمثالا مزدوجا لصاحبها وزوجته، وعددا من التوابيت، فضلا عن بئر بعمق 8 أمتار بها قطع أثرية، وأوانى فخارية، وتماثيل أوشابتي ومعدات لتاجر الذهب الفرعونى الشهير.
تلك القيمة الأثرية يتم استخرجها بخطوات علمية وليس عشوائية للحفاظ على نضارتها، وفي ظل التساؤلات عن خطوات اكتشاف الأماكن الأثرية، فقد حدد "عبد الرحيم ريحان" الخبير الآثري، ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري، 10 خطوات علمية يتم من خلالها اكتشاف المقابر والآثار التاريخية.
اقرأ.. وزيري: مقبرة «صانع الذهب» بها أكثر من 100 ختم وتحتوى أسماء غريبة
شواهد ودارسة أثرية
البداية بإجراء "مسح أثري" لتغطية مواقع متكاملة بها شواهد آثرية سواء كانت تلك الشواهد معمارية كبقايا جدران واضحة أو مبان حجرية من الطوب اللبن، أو منقولات كسيطرة اللون الأحمر على الأرض، أوالعثور على كسر فخار أو خزف أو بقايا منقولات خشبية أو معدنية أو أفران.
أما الخطوة الثانية شرحها "الخبير الآثري" متمثلة في إجراء دراسة آثرية على المنطقة نفسها للتعرف على تاريخها سواء كانت من عصور ما قبل التاريخ أو العصر الإسلامي أو المسيحي، وبالتالي التعرف على نوع الآثار بداخلها وفق الفترة المحددة.
شاهد.. وزير الآثار: لن نتوقف عن العمل بعد اكتشاف مقبرة أمنمحات
الحفائر والاحتياطات
ومن ثم تأتي المرحلة الثالثة المعروفة بـ"تخطيط الحفائر الأثرية" يتم خلالها إخضاع وتفعيل الموقع بأكمله، بتقسيمه إلى مربعات بمساحات معينة باستخدام الحبال، وقياس ارتفاع المنطقة بأكملها عن سطح الأرض، ثم قياس كل طبقة من الطبقات المحددة بشكل مربعات، باستخدام أجهزة المعرفة والتضاريس الأرضية، ومن ثم اكتشاف وجود جدار أو منقولات أثرية في الموقع.
أما المرحلة الرابعة، فهى الحفر في المكان الآثري ودخول المقبره، وهنا لابد من أخذ احتياطات هامة، لأن ترك أطعمة لآلاف السنين في مكان بعيد عن التهوية، يخلق فيروس قاتل يسبب التسمم ثم الموت، كما حدث مع مكتشفي مقبرة "توت عنخ أمون"، مشيرا إلى أن هذا السبب الحقيقي لوفاتهم وليس "افتكاسات لعنة الفرعنة" كما يدعي كثيرون، لذلك لابد من التهوية الكاملة للمقبرة وتنقيتها، كما ينبغي توفير طاقم من الأطباء والمتخصصين في الأنثروبولوجي برفقة البعثة.
تابع..الصحف الأجنبية تحتفي باكتشاف مقبرة صانع الذهب للإله آمون
الرفع المعماري وتسجيل الآثار
أما المرحلة الخامسة، فتتمثل في إجراء الرفع المعماري برسم الاكتشافات اليومية، وإجراء اجتماعات بشكل دائم بعد كل اكتشاف، وخاصة أن بعض الاكتشافات تعطي دلالة معينة، كالعثور على محراب يؤكد وجود مسجد، أو مربعة شرقية تؤكد وجود آثار وهكذا.
المرحلة السادسة، تتعلق بدفتر تسجيل الآثار، ويكون عبارة عن جزئين آثار دائم تسجل فيها الآثار الكاملة ذات القيمة الفنية، والجزء الآخر آثار دراسة تسجل فيها كسر أو بقايا حفريات أو خزف أو فخار أو قطع زجاجية لتكون محل دراسة تاريخية.
اقرأ أيضا.. تفاصيل اكتشاف مقبرة على عمق 8 أمتار في الأقصر
التأريخ والترميم
المرحلة السابعة هي "التأريخ"، بتصنيف الآثار سواء أكانت آثار مصرية أو فرعونية قديمة أو إسلامية أم مسيحية، ومن ثم تسجيلها وتوثيقها كاملا من خلال تصوير كل قطعة عثر عليها، كل ذلك يتم قبل خروج الآثار من المقبرة وتعرضه للتهوية التي من الممكن أن تؤثر عليه، وبالتالي يتمكن الدراس من الاستعانة بهذه المعلومات قبل أي تغيير يطرأ على الآثار، تلك الخطوة تعتبر شهادة ميلاد للقطعة.
المرحلة الثامنة، يتم خلالها ترميم الآثار المكتشفة وتوزيعها على المتاحف بناءً على طلب كل منهم، ووضع الزيادة في مخازن المعابد تحت الدراسة والإتاحة للدراسين، ثم المرحلة التاسعة التسجيل العلمي للآثار المكتشفة في الدورية العلمية لحفظ حق العاملين سواء أكانت بعثة مصرية أو أجنبية، لتكون معترف بها علميا.
تابع: 9 صور ترصد كنوز مقبرة جواهرجي «الإله آمون» بالأقصر
الدعاية
الخطوة العاشرة هي الدعاية، تلك المسئولية لم تكن على وزارة الآثار فقط، ولكن تشاركها فيها وزارة السياحة ومكاتب الدعاية الخارحية، والإعلام المحلي والعالمي، بالدعوة لزيارة تلك الآثار والتسويق السياحي لها.
