سيادة «مقاول الأنقاض».. محافظ الإسكندرية سابقا!
ما معنى أن ينهار كل أيام عقار أو أكثر في الإسكندرية؟ وما معنى أن كل مرة تنهار فيها العقارات يؤكد مسئولو المحافظة أن عدد العقارات الصادر بحقها قرارات إزالة بالآلاف؟ فهل المطلوب انتظار اكتمال سقوط هذه العقارات التي بــ "الآلاف" أم أن دور المسئولين الحقيقي يختلف عن ذلك؟ ما هذه الفوضى التي تجري في العاصمة الثانية؟ وهل تتابع وزارة الإدارة المحلية ما يحدث هناك؟ وهل يتابع مجلس الوزراء وزارة الإدارة المحلية؟!!
للأسف نكرر.. نقف في مصر أمام حالة من التناقض التي لم يسبق لها مثيل.. رئيس يعمل في كل اتجاه ويجوب العالم شرقًا وغربًا من أجل بلده وشعبه وحكومة أساءت اختيار عدد من الوزراء والمحافظين، والنتيجة أداء متناقض بين همة في الرئاسة وعدم انضباط في بعض الوزارات والمحافظات!
ما نفهمه -وربما نكون على خطأ- أن بعد وصول محافظ الإسكندرية إليها لتولي مهمته ولسابق علمه بمشاكلها أن يشكل لجنة برئاسته.. أو حتى بمتابعة منه.. تدرس ظاهرة العقارات التي تنهار في الإسكندرية وحصرها وتقرير مختصر عن كل منها مع مقترح عاجل للتعامل مع كل حالة بعد ترتيب الحالات حسب حالة كل منها.. وحسب خطورة كل منها.. فهناك عقارات آيلة للسقوط خلال شهر، ومنها الآيل للسقوط خلال عام، ومنها ما يتحمل الخطر خلال أعوام، ويتم وضع خطة للتعامل مع كل هذه الحالات وفق جدول عمل وخلية لإدارة الأزمة..
أما أن يتفرغ المحافظ والذين معه لدور رد الفعل وتكون كل مهمته الإشراف على نقل الضحايا ومتابعة حالة المصابين والحيرة في أحوال المشردين، فليس لهذا وجدت مهنة المحافظ.. خصوصًا أن عددًا من المباني الأثرية في طريقها للهدم الآن ولا أحد يتحرك! ففيما يبدو أن هناك خطأ ما لا نفهمه هناك.. تحولت معه الإسكندرية الجميلة إلى لغز الألغاز!
بالمناسبة: الكلام ينطبق بدرجة أو بأخرى.. وبصورة أو بأخرى.. على باقي محافظات مصر.. تحول بعض المحافظين فيها إلى "مقاولي أنقاض" لا أكثر ولا أقل!