رئيس التحرير
عصام كامل

هل أخلاقنا بخير ؟! (2)


ويبقى السؤال المهم: هل أخلاقنا بخير؟ وإذا كانت بخير فلماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تدنٍ وتراجع في كل شيء. لا شك أن مكارم الأخلاق هي مدارات الأديان كلها، وما أبلغ قول رسول الإسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. وقوله: "أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا الموطؤون أكنافًا".


فالدين المعاملة، وما انتشر الإسلام إلا بحسن الخلق وحسن المعاملة ولولا الأخلاق الحميدة لأصبحت المجتمعات البشرية غابات حيوانية ينهش القوى فيها الضعيف، إشباعًا للغرائز والحاجات.. وما أحسب تخلفنا عن ركب التطور وسياق التاريخ إلا لتخلينا عن مكارم الأخلاق وإهمال دورنا الحضاري المتميز الذي نقل المجتمعات من البداوة والغشاوة إلى مصاف الحضارات الكبرى والأمم العظمى التي حفظت الإنسانية من غياهب الجهل وظلام التخلف في العصور الوسطى. 

ولقد سادت أمتنا العالم بما أدته من أدوار تاريخية رعت الأخلاق وأثمرت بالعلم تطورًا جديدًا حافظ على بقاء الإنسان والأخلاق ورسم له معالم التمدين.
الجريدة الرسمية