عصابة الأربعة تلعب لصالح الإخوان في الكونجرس الأمريكي
رغم الأفكار المضادة للجماعات الإرهابية التي حملها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض، والتي تسببت في تخفيف حدة التوتر التي خلقها سلفه باراك أوباما مع النظام المصري، إلا أن اللوبي المعادي لمصر والمحرك المهم للقرارات المتعلقة بعلاقة الولايات المتحدة مع الدول، يشمل مجموعة من الشخصيات المتغلغلة في النظام الأمريكي، والأكثر وضوحا في الكونجرس، والتي لم تدخر جهدا في تنفيذ مخطط التضييق على مصر من خلال استخدام كارت المساعدات الأمريكية بذريعة القلق من أوضاع حقوق الإنسان.
جون ماكين
ويأتي على رأس أعداء القاهرة في الكونجرس، السيناتور جون ماكين، المرشح الجمهوري الأسبق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي سقط فيها أمام باراك أوباما، وعلى مدار الأشهر السابقة لقرار وقف المساعدات الأمريكية لمصر، ظل يحرض ضد مصر، وأصدر بيانا في أعقاب صدور قانون الجمعيات الأهلية، شن فيه هجوما عنيفا على القانون، وزعم أنه ينتهك حقوق الإنسان، على اعتبار أنه يحد من فرص عمل الجمعيات الأهلية الممولة من الولايات المتحدة، والتي تعمل خارج الغطاء القانوني.
ولم يخف على وسائل الإعلام الأمريكية الدور المشبوه الذي يقوم به ماكين، في دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، فسلطت صحيفة «كونسرفاتيف» الأمريكية الضوء على دخول السيناتور الداعم للإرهاب في سجالات مستمرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب وجود علاقات قوية مع الجماعة؛ الأمر الذي تجلى في دفاعه المستميت عن الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته، في 2013 عقب ثورة 30 يونيو، والمطالبة المستمرة بالإفراج عن أفراد الجماعة من ممارسي العنف.
ليندسي جراهام
ويشارك ماكين العداء لمصر حليفه الرئيسي في الكونجرس ليندسي جراهام، الذي عبر عن رغبته، في وقت سابق، خلال حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" في فتح قنوات للحوار مع جماعة الإخوان، رافضا وصفهم بالجماعة الإرهابية، بالإضافة إلى مشاركته لماكين في البيان الذي حرض فيه على قطع المساعدات العسكرية، بعد صدور قانون الجمعيات الأهلية، وكانت إشارته المباشرة لوجود نية لقطع المساعدات لمصر، بعد ثورة 30 يونيو، بقوله إن المساعدات الأمريكية لمصر ستتوقف في المستقبل لحين عودة ما أسماه بـ«الحكم المدني»، ولكنه معروف في الأوساط الأمريكية بالتخبط وتداخل الرؤى، فخلال هجومه على مصر أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي «شخص يمكننا العمل معه».
ويوصف جراهام بأنه رجل قطر المميز في الكونجرس الأمريكي، فكان من أوائل المتحالفين مع الأمير تميم بن حمد، عندما كان وليا للعهد، ووضع خطة التحرك والتصعيد ضد النظام المصري، وإثارة الرأي العام الأمريكي ضد مصر، بهدف وقف المساعدات الأمريكية، وتم الاتفاق معه في أعقاب ثورة 5 يناير على ضخ 5 مليارات دولار في مصر لمساعدة جماعة الإخوان في الوصول للحكم.
دايفيد برايس
ويعتبر السيناتور الجمهوري دايفيد برايس من أبرز داعمي جماعة الإخوان في الكونجرس، الذين يتبنون موقفا عدائيا من الدولة المصرية، فهو من دعم توجه الجماعة لترشيح خيرت الشاطر للرئاسة، وأجرى العديد من اللقاءات معه، قبل أن يتم نقل ترشيح الجماعة إلى محمد مرسي في 2012، الذي تلقى نفس الدعم منه، ووعد الإخوان وقتها بتقديم الدعم الكامل لهم خلال معركة الانتخابات الرئاسية، وفي المرحلة التي تليها، واستمرارا لدوره المشبوه عقد عدة لقاءات مع مجموعة من قيادات الإخوان في العام الماضي، مثل جمال حشمت، وعبد الموجود الدرديري، لتنسيق خطة دعم الجماعة خلال المرحلة المقبلة.
توم مالينوسكي
أما توم مالينوسكي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فلعب دورا خطيرا ضد مصر من خلال تحريضه العنيف في جلسات الاستماع التي تجريها اللجنة الفرعية التابعة للجنة مجلس الشيوخ المعنية بالمساعدات الأمريكية، والتي حرص فيها على توجيه وابل من الاتهامات والادعاءات المنافية للواقع؛ بهدف حث اللجنة على اتخاذ قرار سريع بوقف المساعدات الأمريكية لمصر؛ الأمر الذي كشفت عنه مجلة «فورين بوليسي»، موضحة أنه أكد أمام الكونجرس أن الاستثمار في العلاقات مع القاهرة في الوقت الحالي يعد أمرا غير مناسب.
ويتضح خطورة الدور الذي يلعبه مالينوسكي ضد مصر، من خلال الظهور عبر الأذرع الإعلامية للمخابرات القطرية والمعبرة عن وجهة نظر جماعة الإخوان، فرفض في أكثر من مناسبة توصيف الجماعة بـ«الإرهابية»، ووصل إلى وصفها بأنها جماعة تحترم حقوق الإنسان.