رئيس التحرير
عصام كامل

مخلب قط للابتزاز والتدخل في شئون الدول!


اتخاذ قضية الحقوق والحريات ذريعة للتدخل الأمريكي في شئون الدول وخصوصياتها بات لعبة مكشوفة لا تنطلي على أحد، ولم يعد خافيًا أمر بعض منظمات حقوق الإنسان التي تستخدمها أمريكا كمخلب قط لتشويه سمعة الدول وابتزازها وإخضاعها لهيمنتها، وهي منظمات يأتي على رأسها "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية ومنظمة العفو الدولية ومقرها لندن.. وما أدراك ما لندن.. وهى منظمات لا تكف عن بث سمومها ونشر أكاذيبها وفبركاتها عن حقوق الإنسان في مصر بين الحين والآخر..


وإذا كانت أمريكا أقامت الدنيا ولم تقعدها عقب القبض على بعض رعاياها في مصر على خلفية تورطهم مع غيرهم في قضية التمويل الأجنبي التي شابتها مخالفات جسيمة.. فهل يسمح الراعي الأمريكي بأن تقيم دول أخرى منظمات أجنبية على أرضه تتلقى تمويلًا خارجيًا بالمخالفة للقانون الأمريكي.. هل يقبل المعاملة بالمثل.. ومن الذي منح أمريكا حق التدخل في شئون الدول الأخرى وخرق سيادتها بدعوى حقوق الإنسان..

ولماذا تشهر هذا السلاح في وجه مصر وتغض الطرف عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلي، ولماذا لا نسمع لها صوتًا بشأن خروقات حقوق الإنسان في دول مثل قطر وتركيا وإسرائيل حتى داخل أمريكا ذاتها ولا سيما الانتهاكات بحق السود.. ولماذا الإصرار على تبني جانب معين من الحقوق وإغفال جوانب أخرى لا تقل أهمية عنها وربما تزيد.. لماذا التركيز على الحقوق السياسية والمدنية وإغفال الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.. أين الحق في بيئة نظيفة.. أين هي من قضية المناخ والخروقات الجسيمة للدول الصناعية الكبرى بحق البيئة العالمية.. وأين الحق في التعليم والسكن والصحة؟!

لقد كشفت حيثيات الحكم في قضية التمويل الأجنبي الأخيرة عن وجود فروع لمنظمات أمريكية وغربية في مصر اتخذت من نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان ستارًا تخفت وراءه لتمارس نشاطًا استخباراتيًا؛ بقصد الإضرار بمصر ونشر الفوضى في ربوعها وهو ما لا يجوز السكوت عنه، كما أن ما يفعله إعلام الغرب ضد مصر جيشها ونظامها، وما يهدد به الكونجرس والحكومة الأمريكية بين الحين والآخر ابتزاز رخيص ومرفوض لا يخفف من فظاظته ما يصرح به مسئول دبلوماسي هنا أو هناك من أن هذا لا يؤثر في مستقبل العلاقات القوية بين البلدين.
الجريدة الرسمية