بالصور.. حكاية شاب المنيا المنتحر.. «حازم» يفجر مفاجأة على «فيس بوك»: هنتحر عشان عمي يفرح.. يؤكد: الخال مش والد والعم مش سند.. يلقى بنفسه في مياه النيل.. والتحريات: خلافات الميراث

منشورات غريبة وتعليقات أغرب.. أقارب تطلب منه السماح.. وأصدقاء ينعونه.. وآخرون يدونون ذكراهم معه.. هكذا تبدو صفحة «حازم عبد المنعم» ذلك الشاب الثلاثينى الذي أثار جدلا واسعًا في الآونة الأخيرة على «فيس بوك» بعدما قرر الانتحار، وأعلن ذلك في «بوست» على صفحته.

بوست الموت
«حازم» شاب بالغ من العمر 31 عاما، من أبناء مدينة المنيا، كان يعمل مشرف مبيعات بإحدى الشركات التجارية، بعدما تخرج في كلية التجارة جامعة بني سويف، ففي ليلة وضحاها، فوجئ أصدقاءه وأقاربه على «فيس بوك» بتدوينة على صفحته الشخصية، أعلن فيها قرار الانتحار.

قال حازم في تدوينته:«شكرا لكل الناس على ظلمها ليا وبالأخص أهلي.. أحب أقولكم إنكم موتم كل حاجة فيا الناس، ظنت فيا السوء وأنا بريء، وربنا اللي يعلم، وشكرا يا اخويا يا علاء مكنتش اعرف إنك بتكرهني كده، أورثني واشبع، وشكرا يا مصطفى يا خلف مكنتش اعرف إنك بالحقد والغل ده، افرح يا عمي عاطف بيت أخوك خرب زى ما أنت عاوز، أنا رايح لربنا هو اللي هيجبلي حقي، طبعا من الصورة ديا هتعرفوا أنا فين، وحشتني يا أبويا أنت وأخواتي وأمي، للعلم أنا طول عمري راجل ولا عمر حد كسر لي عين».

وبعد تلك الكلمات، ألقي «حازم» نفسه في النيل، وتمكنت أجهزة الإنقاذ النهري من استخراج جثته، لتخرج علينا النيابة بعد أيام قليلة لتؤكد أن سبب الانتحار خلافات عائلية بسبب «الميراث» وتأمر بدفن الجثة.

أورثني وأشبع
تلك الكلمات لم تجعلك تفكر كثيرًا عن سبب الذي أجبر «حازم » على الانتحار، فمن السهل أن تستنبط أنه شعر بالظلم من قبل أقاربه بكلمات «أورثني واشبع»، وتجد أيضا كلمات من اللوم على «مصطفى خلف» فعدما حاولنا البحث عن مصطفى، فوجئنا أنه ابن خال حازم»، حينما قال له «مكنتش اعرف إنك بالحقد ده».

حاولنا الدخول إلى صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي لنتعرف ما دونه «حازم» قبل كتابته لـ«بوست الموت»، والسر وراء اتخاذ هذا القرار.

9 منشورات في 6 أيام
في 1 ديسمبر الماضي دون «حازم» على صفحته الشخصية قائلا: «مشكلة الضمائر هذه الأيام أنها تموت قبل أصحابها»، وقبل تدوينة لهذا البوست بساعة تقريبا كتب :«أوعى تلعن الأزمة ده هي اللي هتعرفك مين حبيبك من ضدك».

وفى فجر 13 من أغسطس الماضي، دون :«الخال مش والد والعم مش سند، أنا أبويا ملهوش زى محدش ياخد مكانه أبدا، وابن الأصول جدع مع كل اللي حواليه.. بس اللي يفكر يجيي عليه يحطه تحت رجليه».

ويبدو أن الفترات الزمنية في تدوينات «حازم» ليست متباعدة، فقد دون خلال الفترة من 28 أغسطس حتى 2 سبتمبر 9 منشورات خلال 6 أيام قبل يوم الانتحار، تؤكد أنه في حالة نفسية غير مستقرة.

من الميراث ما قتل
أما مصطفى خلف، ابن خاله، فحرص على توجيه رسالة إلى «حازم » عبر صفحته، نعاه فيها قائلًا: «طول عمري معاك يا ابن خالي حسبي الله ونعم الوكيل في اللي وصللك كلام عني وحش، الله يرحمك يا حازم ويسامحك ويجعل مثواك الجنة».

تحريات المباحث
فيما كشفت تحريات مباحث المنيا النقاب حول سبب انتحار الشاب، بعدما قرر إلقاء نفسه في نهر النيل، مؤكدة أن سبب الانتحار خلافات عائلية على الميراث، ولا توجد أي شبهة جنائية حول الانتحار، الأمر الذي أوجب النيابة على التصريح بدفن جثته.

وبتوجيه مأمورية أمنية من عناصر البحث الجنائي وفرق الإنقاذ النهري تم انتشال الجثة، وذكرت التحريات أن الشاب «انتحر بإلقاء نفسه بمياه نهر النيل، وأنه اتخذ قراره بالانتحار عقب كتابة منشور على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».