رئيس التحرير
عصام كامل

كوريا ولعبة «الأتاري» والنووي المحتمل!


قبل أشهر قلنا هنا وفي المساحة نفسها إن أمريكا وترامب في ورطة وليس كوريا.. وقلنا إن قرار ترامب بإرسال قوات إلى قرب سواحل كوريا الشمالية هو قرار غير صائب ورط ترامب به نفسه.. واليوم نقول بعد أن شاهدنا المشكلات والانقسام داخل الإدارة الأمريكية إن هناك من يريد توريط ترامب أو على الأقل إحراجه وإدخاله في مشكلات!


القصة باختصار لمن لا يعلم أن كوريا الشمالية اهتمت طوال تاريخها بالتصنيع العسكري وقطعت فيه خطوات جريئة وكبيرة وأبرز تقدمها كان في الصواريخ وقد تعاونت فيها فترة طويلة مع بعض الدول العربية لتعويض التفوق الجوي الإسرائيلي.. ترسانة الصواريخ الكورية موجهة نحو اليابان وكوريا الجنوبية وأجزاء من أراضي الولايات المتحدة.. ودرجة استعداد الجيش الكوري الشمالي مرتفعة للغاية والتعليمات هي إطلاق الصواريخ بكثافة على هذه الدول عند حدوث أي هجوم عليها! 

وبالتالي فأي طيران سيهاجم كوريا أو صواريخ ستوجه إليها ستدفع اليابان وكوريا الجنوبية الثمن فورًا وسيكون باهظًا للغاية لأن لا أحد يعرف ماذا ستحمل هذه الصواريخ معها بخلاف المواد المتفجرة.. فربما حملت أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو ربما نووية تكتيكية أي محدودة وصغيرة لكنها شديدة التدمير طبعًا!

وبالتالي امتلكت كوريا الشمالية قوة ردع كبيرة دفعت أعداءها إلى التفكير حتى اللحظة في الاقتراب منها لدرجة أنها أطلقت صاروخ الأسبوع الماضي كان القصد منه عبور الأجواء اليابانية كأنها "أتاري" الأطفال تمامًا! وهي ليست إهانة فقط لليابان وإنما أكدت الدقة الشديدة لصواريخها ولجرأتها في الفعل!

وبالتالي أيضًا فلا حل أمام أمريكا إلا ثلاثة حلول الأول التفاوض والثاني وهو استخدام تكنولوجيا إلكترونية شديدة التطور تحدث شللا تاما في كل الأجهزة والمؤسسات الكورية بما فيها الرادارات وبوقت كاف لأمريكا لتدمير كل قواعد الصواريخ الكورية والكتلة الصلبة في الجيش الكوري، وهذا الحل يتطلب أن تكون هذه التكنولوجيا غير معروفة لدى كوريا وهذا مستبعد نظرا للتعاون السابق والطويل الكوري الصيني والكوري الروسي ويتطلب أن تكون قواعد صواريخها في العراء وليس في تحصينات بعيدة إلى باطن الأرض والجبال ويتطلب ألا يتم التمويه عليها بقواعد هيكلية أو ثباتها وليس حركتها بقواعد متحركة تعمل وفق خطة محكمة يستحيل معها ضربها كلا في وقت واحد.. أو الخيار الثالث وهو أن ترتكب أمريكا جريمة تاريخية أخرى وتضرب العاصمة بيونج يانج بالنووي وإخراج العاصمة من المعادلة تمامًا والقضاء على القيادة الكورية وأيضًا يتطلب عدم توخي كوريا لهذا الاحتمال وأنها تدير معركتها مع أمريكا مركزيا من العاصمة!

كل شيء تحت الاحتمال إلا أن الإرادة الحديدية وضعت أكبر دولة شريرة في العالم في مأزق حقيقي ولم يجد معها حملة الشائعات والأكاذيب عبر سنوات طويلة لتشويه كوريا وقيادتها كما فعلت سابقًا مع حكام آخرين تندم شعوبهم اليوم على غيابهم!
الجريدة الرسمية