رئيس التحرير
عصام كامل

حج الإخوان المفسدين


قال الله في سورة الحج "وأذن في الناس بالحج" وقال أيضًا "ليشهدوا منافع لهم"، وقد كتب المفسرون كثيرا عن تفسيرهم للمنافع إلا أن الإخوان اتجهوا إلى توسيع مفاهيم المنافع فأضافوا إليها الالتقاء في موسم الحج أثناء الشعائر لوضع الخطط التي تستهدف إسقاط الأنظمة، فضلا عن جمع التبرعات لتمويل المعارك الإرهابية التي يشنوها ضد بلادهم، لم يعد الحج غاية وعبادة قائمة بذاتها تجنح لشعائره قلوب العباد وتهفو إليه أفئدة المسلمين، ولكنه أصبح على يد الإخوان وسيلة لإنشاء التنظيمات السرية الإرهابية التي ترغب في الانقلاب على أنظمة الحكم في بلادها وفرض أفكارها المتطرفة بالقوة..


وأظن أنه لم يخطر ببال أحدنا في يوم من الأيام أنه من الممكن أن يُستغل موسم الحج، والوقوف في عرفة، والمبيت في مزدلفة، ثم منى من أجل إنشاء تنظيمات سرية لا تعرف إلا التشدد والتكفير! وبدلا من الطواف حول الكعبة المكرمة يكون الطواف حول مقر اجتماع التنظيم الدولي!

وبدلا من السعي بين الصفا والمروة يكون السعي في منى بين مخيمات المصريين ومخيمات الأتراك، أو السعي بين البنوك التي سيتم تحويل الأموال من خلالها، وبدلا من المبيت في مزدلفة يكون المبيت لأفراد التنظيم في فندق زمزم جراند أفخم الفنادق التي تطل على الحرم المكي حيث سيكون الاجتماع الختامي لأفراد التنظيم، وإذا كان السلفيون يقولون في دروسهم ( ينبغي تحويل العادة إلى عبادة ) تحولت العبادة على يد الإخوان الإرهابيين إلى عادة وسياسة وتنظيمات سرية ووسيلة دنيوية مستشهدين في ذلك بالآية الكريمة "ليشهدوا منافع لهم"!!

ولا يظن أحد أن هذا الأمر جديد على الإخوان، فقد استن حسن البنا مرشدهم الأول عادة استغلال موسم الحج وتحويله إلى وسيلة لرفع شأن التنظيم وتوسيع نطاق امتداده، وقد أورد البنا في مذكراته قصة بحثه عن أرض أو بيئة أصلح من مصر لبدء التنظيم، فذهب عقله إلى اليمن، ثم فكر في المملكة السعودية، ومن أجل ذلك سافر حسن البنا لأداء فريضة الحج، لا من أجل الحج كعبادة مفروضة على المسلم القادر صاحب الاستطاعة، ولكن من أجل محاولة الالتقاء مع الملك عبد العزيز آل سعود، وكان أن التقى معه وانحنى انحناءة الركوع ليُقبِّل يده..

ومن وقتها وموسم الحج هو الموعد السنوي الذي يُعقد فيه أكبر اجتماع لمكتب إرشاد التنظيم الدولي أو من ينوب عنهم مع المراقبين العموم لمكاتب الإخوان في كل العالم، وأظنهم في اجتماعهم هذا العام سيضعون ركائز خطة جديدة، وسيقومون بحل بعض المشكلات والخلافات لتوحيد جبهاتهم، ولكنهم لن ينجحوا في أي شيء لأن الله سبحانه قال "إن الله لا يُصلح عمل المفسدين"، ولكن أليس من الواجب أن تراقبهم الأجهزة الأمنية في مصر بالتعاون مع الأجهزة السعودية؟ نتمنى ذلك.
الجريدة الرسمية