رئيس التحرير
عصام كامل

كفى يا أمريكا!


ها هي أمريكا اليوم تعاود لعبتها المكشوفة وتناور بورقة حقوق الإنسان، وتقطع مساعداتها عن مصر بدعوى تراجع سجلها في مجال الحقوق والحريات العامة.. وتنسى الإدارة الأمريكية ما تمر به مصر من محنة تسببت فيها أحداث ما بعد 25 يناير 2011، والتي خلقت انفلاتًا أمنيًا واجتماعيًا وهزة اقتصادية، وفتحت أبواب العنف السياسي على مصاريعها فخرجت تنظيمات التطرف والإرهاب من جحورها، وجاءت من كل صوب وحدب لتحارب الدولة في محاولة لكسر إرادتها وهدم جيشها وشرطتها وقضائها وإعلامها حتى تصبح مصر أرضًا للفوضى والخراب والدمار والضياع مثلما حدث لدول عربية لم تقم لها قائمة بعد ما عرف بثورات العربي.


أين حقوق الإنسان في صناعة تنظيمات العنف وإطلاقها على الدول العربية فتعيث فيها قتلًا وتدميرًا للحضارة تحت ستار أمريكي إن لم يكن ضالعًا في إمدادها بالمال والسلاح والمعلومات فقد غض الطرف عما فعلته دول وأجهزة مخابرات أخرى سهلت تمدد داعش من العراق إلى سوريا إلى ليبيا، كما غض الطرف عما فعله الحوثيون ذوو القربى الروحية بطهران.. أروني دليلًا واحدًا على أن أمريكا اهتز ضميرها لمقتل آلاف العرب في صراع مفتعل على الهوية وعلى الدين بأيدي أشقائهم في الوطن وإخوانهم في الدين..

هل يغمض لأمريكا جفن بمشاهد الدمار والقتل التي لا يكاد يمر يوم دون أن تعرضها الشاشات ومواقع السوشيال ميديا في عالمنا العربي.

آن الأوان أن تكف أمريكا عن الضحك على العالم.. فقد انكشفت ألاعيبها وأكاذيبها ومعاييرها المزدوجة بشأن ورقة حقوق الإنسان المزعومة.. كفى يا أمريكا!
الجريدة الرسمية