اطلبوا المجد ولو في الصين!
الصين وكل دول مجموعة "بريكس" تربطنا بها صداقة طويلة.. الصين لا تنسى أن مصر أول دولة عربية وأفريقية وشرق أوسطية اعترفت بالصين الشعبية عام 1956 ورغمًا عن الضغوط الغربية.. وبعدها استمر التعاون الكبير حتى قرر الرئيس السادات ـ فجأة ـ أن أمريكا وحدها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في المنطقة!
أما روسيا فالعلاقة معها تاريخية ولا مثيل لها بيننا وبين أي دولة أخرى.. الإنذار الروسي لعب دورًا حاسمًا في وقف عدوان 1956، كما أنها الدولة التي بنت لنا السد العالي والحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وأغلب الصناعات الثقيلة وهي الدولة التي بنت لنا حائط الصواريخ وانتصرنا بسلاحها في أكتوبر المجيد وهي من أسقطت ديونها العسكرية إهداءً لمصر.. وظل الأمر كذلك حتى قرر الرئيس السادات تمويل وتدريب الإرهابيين الأفغان فخسرناهم إلى الأبد حتى عادت العلاقات تدريجيًا وبحدود في فترة حكم الرئيس مبارك وعادت بقوة وبالشكل الذي تستحقه بعد تولي الرئيس السيسي!
أما الهند.. هند نهرو فحدث ولا حرج بيننا وبينها.. أصدقاء وحلفاء وشركاء الستينيات في تأسيس حركة عدم الانحياز وشركاء في تصنيع الطائرة الحربية النفاثة والأدوية وغيرها وغيرها.. أما البرازيل وجنوب أفريقيا فالكلام قد لا ينتهي خصوصًا جنوب أفريقيا التي اعتقل أسطورتها التاريخية "نيلسون مانديلا" قبل مجيئه لمصر للقاء الرئيس جمال عبد الناصر ضمن الدعم المصري الهائل للشعب الحقيقي صاحب الأرض في جنوب أفريقيا!
نقول ذلك لماذا؟ لأن هذه الدول يسعدها ويهمها أن تتقدم مصر.. لا حسابات أخرى لديها.. عكس أمريكا وعكس أوروبا الذين لن يسمحوا بتقدم مصر وبما يهدد الوجود الإسرائيلي.. أو بما لا يسمح بأي قوة أخرى تؤثر فى انفراد إسرائيل بقيادة المنطقة والهيمنة عليها وبما لا يسمح أيضًا بقوة كبرى إقليمية هنا قادرة على حماية منابع الطاقة بعيدًا عن أمريكا!
هذه الدول لنا تجارب تاريخية معها ونجحت كلها.. هذه الدول يدرك الرئيس السيسي أهميتها في دعم مصر.. وهذه الدول تدرك أن مصر القوية قادرة على تغيير معادلات كثيرة من شأنها وبلا مبالغة التأثير في الإسراع نحو عالم متعدد الأقطاب وليس عالمًا تنفرد فيه أمريكا كقطب واحد ووحيد!
لهذا كله -وهذا هو الأهم- لن تترك العلاقات مع هذه الدول هكذا.. سيحاولون تخريبها وهذا يبدأ بتشويهها وتشويه الزيارة والتقليل من شأنها ومن نتائجها.. فاستعدوا من الآن لمعركة جديدة يدفع لها ويديرها ويمولها عملاء أمريكا بكل صراحة ووضوح.. وهؤلاء ما أكثرهم!