رئيس التحرير
عصام كامل

بلاها طرق وكبارى!!


طفرة كبيرة تشهدها البلاد في مسألة الطرق والكبارى ومشروعات الإسكان، طفرة لم تحدث من قبل، وفي مقابلها هناك انتكاستان لا يمكن لعاقل أن يتجاهلهما: أولاهما إغلاق المصانع لأسباب متباينة، فكل يوم يشهد إغلاق مصنع أو اثنين أو أكثر، والانتكاسة الثانية أن صيانة الطرق القديمة اختفت في ظروف غامضة، حيث تحولت الطرق الداخلية في القاهرة إلى بؤر ومستنقعات لم تشهدها القاهرة في أحلك لحظات تاريخها، وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على الطرق في المحافظات دون استثناء.

أما الطرق القديمة بين المحافظات فإنها تعانى إهمالا كبيرا، وهى ثروة قومية كبرى ابتنيناها على مدار عشرات السنين، وإهمالها يكبد البلاد الكثير، وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة في مسألة الطرق فإن البعض يرى أن إهمال الإنتاج يؤدى إلى مشكلات لا حصر لها، خاصة في مسألة الأسعار والاستقرار الاقتصادى، فالطرق الجديدة أمامها سنوات كثيرة حتى نستفيد منها، خاصة وأن الاستثمارات شبه متوقفة، رغم الزيادة التي طرأت عليها خلال الأشهر القليلة الماضية.

المنطق يفرض علينا ألا نترك ثرواتنا القومية نهبا للإهمال، وأن تكون قضيتنا الأولى هي الإنتاج، فهو وحده المساهم الأول في فكرة الاستقلال- السياسي والاقتصادى- الاستقلال بمفهومه الأوسع، فلا فائدة من طرق عالمية لا تقوم بدور في التنمية، والتنمية تعنى الإنتاج، لذا فإنه من المهم أن يركز برنامج الرئيس في الفترة القادمة على قضية الإنتاج، وتذليل العقبات أمام المنتجين، زراعيين وصناعيين، حتى يصبح لمشروعات البنية التحتية دور حقيقي في عملية التنمية.

على أن تركيز التنمية في الطرق وحدها قد لا يؤدى إلى النتائج المرجوة.. كفانا طرقا ولنبدأ في مشروعات أخرى، لنتوجه إلى قطاعات أكثر تماسا مع الناس، ومع القضية الأم وهي قضية الاستقلال الوطنى، لا يمكن لبلد أن يصف نفسه بالمستقل، وهو المحتاج إلى الآخرين من الإبرة إلى الصاروخ، والطرق وحدها لا تصنع استقلالا، صحيح طفرة الإسكان والطرق حققت قفزات كبيرة في هذا المجال، غير أنها جاءت على حساب مجالات أخرى أكثر أهمية.
الجريدة الرسمية