رئيس التحرير
عصام كامل

سجل أمريكا الأسود!


التاريخ يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه باستثناء تنديد أمريكا بالعدوان الثلاثي على مصر، والذي تورطت فيه قوى استعمارية قديمة زال سلطانها بمشاركة وتحريض من إسرائيل في العام 1956 لا نجد في سجل أمريكا ما يشفع لها أو يؤكد سلامة نواياها ومقاصدها إزاء القضايا العربية والإسلامية أو الوقوف إلى جانب دولة عربية أو إسلامية في الوقت الذي وقفت فيه إلى جوار إسرائيل في حرب 73 وأمدتها بأسطول من أحدث الدبابات التي أنزلتها الطائرات الأمريكية إلى أرض المعركة مباشرة، وناصرتها في نكسة 1967 ولا تزال تمدها بكل ألوان الدعم المادي والسياسي وفي المحافل الدولية لأجل قضم ما بقي من فلسطين وهضم الحقوق العربية حتى إن ترامب وعد بنقل سفارة بلاده إلى القدس متجاوزًا كل الخطوط الحمراء، متفوقًا على جميع من سبقوه من رؤساء أمريكا في الانحياز لإسرائيل، ناهيك عما تلقته تل أبيب من معونات عسكرية بلغت 35 مليار دولار في آخر أيام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما..


القدم الأمريكية الثقيلة لم تأتِ بخير منذ وطأت أراضي العالم العربي والإسلامي بدءًا من غزو العراق والإطاحة بصدام وباستقرار العراق ووحدته، مرورًا بحرب أفغانستان وتأجيج نوازع التطرف والإرهاب وزرع جذور تنظيمات العنف السياسي بالجماعات التكفيرية الراديكالية، مرورًا بتنظيم القاعدة، وصولًا إلى داعش وجبهة النصرة وجند الشام وبيت المقدس وغيرها من فروع الشجرة التي رعتها أمريكا، وساعدت على توحشها بأخطائها السياسية الكارثية في المنطقة والعالم وانحيازها الأعمى لإسرائيل.
الجريدة الرسمية