ذبائح الشوارع وهيبة الدولة!
تحولت توجهيات مجلس الوزراء بمنع الذبح في شوارع الجمهورية إلى ما يزيد على سبعة وعشرين قرارا من المحافظين تدعم التوجيهات وتحولها إلى قرارات واجبة النفاذ باعتبارها قرارات من المحافظين ولهم في محافظاتهم سلطة رئيس الجمهورية!
كل هذه القرارات تحولت إلى الكوميديا باعتبار أن شر البلية ما يضحك عند السير في شوارع القاهرة والجيزة.. فالذبائح بأنواعها في كل مكان.. الفوضى في الشوارع بين الذبح للأضحية والذبح للتجارة وفي كليهما المشاهد مؤسفة وخارجة عن كل قيم النظافة والانضباط والنظام.. وبالعودة إلى قرارات لمحافظين وجدنا تهديدا ووعيدا وغرامات بالآلاف ستطبق فوريا على المخالفين ولم يطبق منها قرار واحد!
قبل قرار منع الذبح في الشارع كانت هناك قرارات أخرى تخص استخدام مياه الشرب في غير الغرض المخصص لها وبذات الصيغة الخشنة التي تحمل التهديد والوعيد وأن غرانات وقرارات حادة ستتخذ ضد المخالفين ومع ذلك ورغم أهمية الموضوع لم نسمع أو نرى أو نعرف أن قرارا واحدا ضد مخالف واحد تم تنفيذه!
ربما يستسهل البعض الموضوع ولكن هؤلاء لا يعرفون أن صحة المصريين ونظامهم وبيئتهم فقط المهددة في هذا الإهمال وتلك الفوضى وإنما هيبة الدولة نفسها وهيبة القرارات الحكوميه التي لا تجد من ينفذها ولا من يحميها وبما يساهم في تغذية حالة الفوضى في مصر وعلي عكس ما تريده القيادة السياسية وبالتالي نكون إما أمام حكومة لا تعرف أبعاد الأمور ونتائجها أو أمام محافظين لا يجيدون تقدير المواقف وتداعياتها أو أمام حكومة ومحافظين لا يجيدون تقدير الأمور والمواقف وابعاد وتداعيات كل منهما!
متى سنحترم القانون والقرارات واللوائح إذن؟ ثم نغضب عندما نجد تمرد الشباب والصبيه والمراهقين على قوانين التحرش والغش الجماعيين؟!
كثيرة هي الأمور التي نستصغرها رغم أن جمع الصغائر كبائر بالضرورة!