اختبار أبو الأنبياء والاتهامات الباطلة!
كثيرون يتهمون فريضة الحج باتهامات باطلة.. كثيرة هي الاتهامات للإسلام كله سببها الجهل به خاصة أن البعض من المسلمين يساعدون على ذلك بآرائهم غير الصحيحة..
بعض الاتهامات عن الحج تقول إن الحج عملية غير مفهومة وإجراء غامض كما أنهم يتهمون الإسلام بالوحشية بسبب الأضحية! وهؤلاء لو سألنا كل واحد منهم عن عمله.. وكثيرون منهم إما يعملون في أعمالهم ويشعرون بالنجاح بسبب تميزهم أو يصرخون من الظلم الذي يتعرضون له بسبب تمييز غيرهم عليهم.. ومن المؤكد أنهم يرون غيرهم غير جديرين بذلك! أو أنهم هم أنفسهم مديرين في أعمالهم ولهم خطط للارتقاء بإداراتهم وشركاتهم ومؤسساتهم تبنى أساسًا على تمييز الموهوب على غيره بحيث لا يتساويان أبدًا!
أي أن كل الأمثلة الثلاثة السابقة ترفض المساواة بين الناجح والفاشل ويرونه معيارًا غير عادل سيؤدي إن استمر إلى خلل في منظومة العمل.. ولكن بعضهم لا يرى أنه إن كانت مؤسسة أو شركة أو مصلحة صغيرة أو حتى كبيرة يجب أن يحكم التصعيد فيها التمييز بين الناجح والفاشل فكيف يمكن ترك الكون كله بلا اختبارات إلهيه تميز بين المطيع وغير المطيع؟ بين الناجح في الاختبار الإلهي مثل سيدنا إبراهيم وبين من يقلده في الطاعة ويأتي إلى بيته ـ بيت الله ـ الحرام مؤديًا أمر الإله في الحج إليه طالما كان قادرًا على ذلك؟!
أما عن اتهام القسوة في الأضحية فتجد أن أغلب أصحاب الاتهام لا يتخلفون سنويًا عن إحياء ذكرى رحيل مفكر أو فيلسوف أو إحياء ذكرى مجزرة ضد الإنسانية أو حتى ذكرى انتصار ما في معركة ما قتل فيها آلاف أو ملايين البشر وهي مع الوحشية لكنهم يرون أن إحياء ذكرى فداء الله لنبي الله إسماعيل وإنقاذ أبوالأنبياء من تجربة ذبح الابن وحشية!! رغم أنهم ذاهبون قادمون على مطاعم فاخرة يتناولون فيها لحوما مذبوحة ورائحون وعائدون يتناولون وجبات سريعة في مطاعم التيك أواي وكل ما تقدمه من لحوم هي من أنعام خلقت أصلا لتؤدي للإنسان هذه الخدمة ولم يسألوا أنفسهم عن الطريقة التي نقلت إليهم اللحوم التي يتناولونها وهل جاءت إليهم بعد ذبح تم أم أنها خلقت مذبوحة؟! إنما تعمى القلوب التي في الصدور.