رئيس التحرير
عصام كامل

«ميكانيكا» التهاني!


الأصل في تقديم التهاني للغير إقامة جسور المودة معهم أو تطوير جسور قديمة أو إبقاؤها على حالتها.. وهذا لا يتم إلا بمشاعر فياضة ودافئة نحو الآخرين تليق بمختلف المناسبات التي يتم فيها تقديم التهنئة من الأعياد الدينية إلى الأعياد الوطنية إلى المناسبات الشخصية والخاصة كأعياد الميلاد والزواج والسبوع وغيرها.. وكان لتراجع هذه العادات أثر سلبي وسيئ فى المجتمع..


الآن تعود التهاني من الجميع وإليهم.. شيء رائع أن تعود.. جيد جدا أن تتلاقى الأنفس في طيب الفعل وفي الخير.. كم كنا ننتظر عودة ذلك بعد انشغال الناس في أعمالهم ومصالحهم بل أحيانا في الدفاع عن بيوتهم ومنازلهم في فترات الارتباك الأمني الكبير.. لكن فقد كان من الأفضل أن تعود روح العاده قبل العادة.. أن تكون الرغبة في تبادل المودة مع الآخرين هي السبب.. إدخال السرور إليهم وإسعادهم.. التضامن معهم والشد على أياديهم وتشجيعهم في مناسبات محددة.. ولذلك نتحفظ على معايدات بلا روح.. وتهاني تفتقد إلى حرارتها.. تهاني تتم بميكانيكا الحركة أو الوجود على شبكات التواصل الاجتماعي.. بل حتى تلك التي تتم من خلال المحمول أغلبها يتم نسخه وإرساله في رسائل جماعية بميكانيكا عضلية يدوية رغم أن الأصل في التهاني أن تكون روحية قلبية!

أثرت وسائل الاتصال الحديثة فى شكل الحياة.. وأصبحنا نسعى للحفاظ على حرارة التهاني وليس للعودة إلى الزيارات وتقديم التهاني مباشرة إلى الأهل والأصدقاء في بيوتهم.. ولما كان ذلك أضعف الإيمان فعلى الأقل أن يكون بما يليق بجلال المناسبات.. وبما يؤدي الغرض منه.. إدخال البهجة والسرور والشعور به من الطرف الآخر.. وليس أن يشعر بالاستسهال وأن الرسائل جماعية لك ولغيرك دون أي خصوصية أو تمييز.. اكتب رسائل التهنئة بنفسك وامنح لكل رسالة روحها التي يستحقها صاحبها.. حتى لو أرسلت لأقل عدد ممكن... هذا وكل عام أنتم بخير وصحة وسلام!
الجريدة الرسمية