رئيس التحرير
عصام كامل

وائل المطوع يكتب: من وراء أشرف أبو العلا؟.. المدرس المصري ليس مسئولا عن تردي التعليم بالكويت.. أياد خفية فجرت أزمة على «السوشيال ميديا».. وإثارة الفتنة مع مصر «عشم إبليس في الجنة»

وائل المطوع
وائل المطوع

تصاعدت أزمة المدرس المصري، أشرف أبو العلا، عقب مساعيه لمقاضاة الكويت دوليا بعد إنهاء تعاقده مع وزارة التربية الكويتية لمخالفته القواعد القانونية بإنشاء ما تسمى «جمعية المعلمين الوافدين» مع مجموعة من المعلمين.


ووسط حالة الجدل الدائرة حول ملابسات الواقعة، كشف العديد من جوانبها الخفية الكاتب الكويتي وائل المطوع، متبنيا حملة دفاع عن المدرس المصري في مقال له تحت عنوان "من وراء أشرف أبو العلا" ينشر في صحيفة "النهار" الكويتية في عدد الغد الإثنين.

وجاء نص المقال كما يلي:

"فجأة ودون مقدمات ظهر المدعو أشرف أبو العلا الذي ادعى أنه رفع قضايا على الكويت في الخارج وأن هذه القضايا مرفوعة أمام محكمة دولية وأنه لجأ إلى هذا التصرف بعد أن طرق هو والكثير من المعلمين أبواب القضاء الكويتي الشامخ لمدة 7 سنوات وكسبوا الكثير من القضايا والأحكام الدستورية والإدارية لكن وزارة التربية لم تنفذ الأحكام وعاقبتهم بالفصل وإنهاء الخدمات، وقد كان هذا الموضوع هو الشغل الشاغل لوسائل التواصل الاجتماعي في الأسبوع الماضي فاشتعل تويتر بتغريدات وردود من هنا وهناك وأخذت المسجات في الواتس آب تتوالى وتتصاعد وتتعدد وأضيف للموضوع بهارات عجيبة وغريبة وصلت إلى حد التهجم على المعلمين الوافدين وأخذوا بجريرة هذا الشخص وطبق المغردون مبدأ أن الشر يعم والخير يخص وبالطبع كان المعلم الوافد هو الشماعة أو طوق النجاة الذي حمله البعض تردي مستوى التعليم وتدني مستوى مخرجات التعليم ودخل بعض نواب مجلس الأمة على الخط وطالبوا بفصل وإبعاد كل من يثبت عليه أنه رفع قضايا بالخارج على الكويت ووزارة التربية وقد انصب الهجوم على جنسية واحدة بالتحديد هي المعلم المصري الجنسية فهل كان هذا الموضوع مخططًا له أو كان الأمر مجرد صدفة؟

شاهد محام كويتي يصل مصر لمقاضاة معلم

أسئلة عديدة وكثيرة كانت تتصدر المشهد وتبرز بشكل كبير من وراء أشرف أبو العلا؟ ولماذا أثير الموضوع بهذا التوقيت؟ ومن الذي أبدع في إثارة الموضوع إعلاميًّا وفي وسائل التواصل الاجتماعي؟ وكيف تحول الأمر بعد ذلك إلى الإساءة إلى المعلم المصري تحديدا؟ ومن الذي يريد أن يضرب اقتصاد مصر الشقيقة في هذا التوقيت؟ ومن الذي يريد أن يشعل الفتنة بين الشعبين الشقيقين بالكويت ومصر؟ وما حقيقة الندوة التي أقيمت في مقر جمعية الشفافية في 2013 وحضرها رئيس جمعية الشفافية واستضافوا فيها المدعو أشرف أبو العلا؟ وما الذي كان يخجل منه رئيس جمعية الشفافية الذي صرح في هذه الندوة أن الاهتمام النيابي بالمعلم الكويتي هو اهتمام سياسي وليس تعليمي واهتمام بالصوت الانتخابي؟ أما المعلم الوافد فلا صوت له، كما أعرب أيضا عن أسفه للمعاملة التي يلقاها المعلم الوافد بالكويت وأنه يخجل منها، كثيرة هي الأسئلة في هذا الموضوع وتحتاج إلى تفسير وتفكير عميق لفك طلاسمها.

كبش فداء

أما توجيه أصابع الاتهام إلى المعلم الوافد وجعله كبش الفداء لتدني مستوى التعليم بالكويت فوالله إنه الفشل بعينه والظلم الفادح، فالحقيقة إن نظامنا التعليمي ككل يحتاج إلى ثورة للإصلاح في المناهج وطرق وأساليب التدريس والمراقبة والتحفيز والتطوير والتدريب وضبط الجودة من خلال إنشاء هيئة وطنية لضمان جودة التعليم والتدريب.

أن ما ينطبق على المعلم الوافد ينطبق على المعلم الكويتي.. نعم أنا مع تكويت التعليم 100٪ لكن الهجوم غير المبرر على من يعلمون أبناءنا بهذه الصورة ليس من شيم أهل الكويت فهم قبل كل شيء ضيوف كرام لهم كامل الاحترام والتقدير فما بالك إذا كان هذا الضيف مربيًا ومعلمًا للأجيال.

المعلم الوافد لم يأت إلينا متسللًا أو بشكل غير شرعي بل جاء عبر لجان مرسلة إلى بلده من قبل وزارة التربية بالكويت ومن المفترض أن تكون هذه اللجان قد اختارت هؤلاء المعلمون والمعلمات بكل عناية وبدقة فإذا كان مستواه سيئًا.. فهل العيب بالمعلم نفسه أو باللجان التي اختارت هذا المعلم؟ هل الراتب الذي يحصل عليه المعلم الوافد يكفي ليعيش عيشة كريمة بالكويت؟ هل يعقل أن يخفض بدل الإيجار للمعلم الوافد من 150 دينارًا إلى 60 دينارًا؟ هل من الممكن أن يسكن المعلم وعائلته الكريمة في سكن محترم بـ60 دينارًا؟

راتب المعلم الوافد

المطلوب هو مراجعة مرتب المعلم الوافد وإعطاؤه كامل حقوقه دون نقصان ففي الوقت الحالي لا يوجد بديل له لتدريس أبنائنا الطلبة وبعد ذلك تطبيق سياسة الإحلال التي أعلن عنها وزير التربية الدكتور محمد الفارس في تخصصات الحاسب الآلي والعلوم والاجتماعيات ونحن بدورنا نريد أن نعرف ما المدة الزمنية التي سيطبق فيها الوزير هذه الخطة؟ وكيف سيطبقها؟ وهل لدينا العدد الكافي من المعلمين الكويتيين الخريجين في التخصصات التي ذكرها؟ ففي تصريح سابق قبل ثلاثة أسابيع صرح وكيل وزارة التربية بأن الوزارة غير ملزمة بتعيين المعلمين الكويتيين في تخصصات معينة بعد أربع سنوات ما يبين غياب التنسيق بين وزارة التربية من جهة وكلية التربية بجامعة الكويت وكلية التربية الأساسية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، فلو كان هناك تنسيق لأغلقت بعض التخصصات ووجه أبناؤنا الطلبة إلى تخصصات أخرى تحتاجها وزارة التربية.

رسالة لوزير التربية 
رسالتي لوزير التربية أننا نريد خطة إستراتيجية معلنة لتكويت التعليم خلال فترة زمنية محددة تحدد فيها احتياجات وزارة التربية بشفافية ودون مجاملة أو تدخل من الساسة.

إن التعليم أمر غاية في الأهمية ولا بد أن ينظر إليه بمنظور آخر، فتحويل شكوى المدعو أشرف أبو العلا إلى قضية رأي عام وإعطاؤها أكبر من حجمها أمر مرفوض تماما كما أنه من حق أي مواطن أو مقيم أن يرفع القضية التي يشاءها في محاكم الكويت وهذا حق كفله له الدستور الكويتي في مادته (29) والتي تنص (أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين).

وإن هذا المعلم الذي جاء من بلده ليعلم أبناءنا يجب أن توفر له كل سبل الراحة والرعاية حتى ينعكس ذلك على مستوى تدريس أبنائنا الطلبة.

العبث في العلاقات مع مصر

أما محاولة العبث وإثارة الفتنة بين الكويت والشقيقة الكبرى مصر فهذا عشم إبليس بالجنة، فالعلاقة التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين أكبر من أن تهزها مواضيع صغيرة مثل هذا الموضوع، فمصر الكنانة العزيزة على قلوب أهل الكويت هي من أرسلت الفنيين والمعلمين والمهندسين والقانونيين والقضاة منذ سنة 1932 وأبناء مصر الحبيبة هم من ساهموا في وضع حجر الأساس لنهضة الكويت الحديثة وساهموا في شتى المجالات فأهلًا بمصر وفي قلوبنا أهل مصر وستظل القاهرة تلك المدينة التي نعشقها.
الجريدة الرسمية