الهدف الرابع في مرمى الفساد!
قضية نائب محافظ الإسكندرية كبيرة وخطيرة ومهمة بلا أي شك.. وهكذا قضية القبض على أحد القضاة بتهمة الرشوة في تطهير ذاتي تقوم به مؤسسة القضاء بشكل دائم حتى يخرج منها من تسلل إليها.. وهكذا كانت عملية القبض على ضابط شرطة كبير ينقل كمية كبيرة من المخدرات، ومن ألقي القبض عليه هم رجال الشرطة لم تتسبب الزمالة والخوف على سمعة هيئة الشرطة من التساهل معه.. ومع ذلك تظل -في رأينا- قصة إرجاع شحنة القمح الروماني هي الأهم على الإطلاق..
فأن يتم ضبط هذه الكمية الكبيرة القادمة من دولة صديقة إلى ميناء سفاجا مستوردة لحساب إحدى الشركات الكبرى، ويتم حجزها في الحجر الصحي الذي يؤكد رجاله تلوث الشحنة بنبات الخشخاش، ويتم إبلاغ النيابة التي تستدعي كل أطراف الموضوع وترسل عينات للفحص المعملي، وتؤكد المعامل صحة المعلومات فتقرر الحكومة وقف الشحنة، ثم إرجاعها بالكامل إلى بلادها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، فعلينا أن نقول بعد كل ذلك إننا أمام الهدف الرابع الذي يسجله الشعب المصري هذا الأسبوع من خلال أجهزته المختصة التي تنوبه في مكافحة الفساد، وأنه الهدف الأهم على الإطلاق لأنه أولا مرتبط بصحة المصريين وسلامتهم، ولأنه ثانيًا مرتبط بعدة جهات وهيئات اجتمعت كلها على قرار واحد ولم تجرؤ الشركة المستوردة على الاعتراض بأي طريقة، ولأنه ثالثا يخص دولة صديقة ربما كانت زيارة السيد سامح شكري لها أمس لاحتواء أي مشكلات قد تحدث، ويبدو أن هناك تفهما منهم للموضوع..
وهكذا يسير المفسدون والفاسدون والمهملون في طريقهم القديم بقوة الدفع الذاتي الممتدة منذ أربعين عاما.. وبحجم الفساد الذي كان.. دون إدراك أن النظام قد تغير وأن المواجهة معهم ومع فسادهم أكبر مما يتخيلون! أما أولئك ممن لا يرصدون كل ذلك فلهم منا السلام.. فليس على المرضى حرج!