رئيس التحرير
عصام كامل

مصر الأكثر تكرارا للحج والعمرة!


المدهش أن مصر هي أكثر البلاد الإسلامية تكرارًا للحج والعمرة.. والسؤال: هل يعتقد بعضنا أن هذا التكرار صك غفران لذنوب وخطايا لا يتورعون عن ارتكابها ليل نهار، معتقدين أن تكرارهما للحج والعمرة يعود بهم كيوم ولدتهم أمهاتهم بلا ذنوب.. وربما لم يسأل هؤلاء أنفسهم سؤالًا جوهريًا: هل قبل الله حجهم وعمرتهم فريضة أو نافلة أم ردهما عليهم.. هل تحرى هؤلاء المال الحلال حتى تستجاب دعوتهم وتلبيتهم ويقال لهم: لبيك وسعديك.


إن تكرار الحج والعمرة صار ظاهرة تنفرد بها مصر بين شقيقاتها رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة بعد 25 يناير.. والأدهى أن يكرر البعض حجه وعمرته ليس بماله الخاص بل بمال الحكومة، ناهبًا فرصة مستحقة لغيره، مهدرًا مالًا عامًا لا يحق له إهداره سواء كان على حساب الحكومة أو غيرها.. وثالثة الأثافي أن يذهب هؤلاء للحج والعمرة ثم يكررون دون أن يركعوا لله مرة واحدة في صلاة هي أولى الفرائض وعماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين.. وقد تجد هؤلاء، فضلًا على تركهم الصلاة عمدًا أو تكاسلًا، يتهربون من إيتاء الزكاة أو صوم رمضان.. فهل يستقيم الظل والعود أعوج.. وكيف يظن هؤلاء المضيعون للصلاة والزكاة والصوم أن حجهم مبرور وذنبهم مغفور.

وهل ينهض البيت على غير أساس أو بغير أعمدة؟! هل هؤلاء معذورون بجهلهم.. وهنا من يتحمل وزرهم.. أهم العلماء والدعاة أم الإعلام الذي قصر في توعية الناس بفقه الأولويات وأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم وأن الأصل في حج الفريضة أنه مرة واحدة في العمر، ويشترط فيه فوق الاستطاعة المالية والبدنية طهارة المال وإغناء الأهل طيلة فترة الغياب عنهم في أيام الحج، بحيث لا يتركهم من خرج للحج إلا بمال يكفيهم حتى يعود..

متى يخرج علماء الدين للناس ليقولوا لهم إن على أغنيائهم مسئولية اجتماعية كبرى، وإن نهضة المجتمع أمانة في أعناقهم وإن حل مشكلات مصر المزمنة هي أوجب واجبات الوقت، وإنه مقدم على تكرار الحج والعمرة، وإن الإنفاق على المحتاجين أفضل عند الله مما سواه وإن علاج المرضى الفقراء أعظم ثوابًا من تكرار الحج والعمرة.
الجريدة الرسمية