حتة لحمة!
ربما منكم من شعر بالحزن لأنه لم يذهب للمصيف في "هايسندا" مثل إسراء عبد الفتاح أو لم يمتلك سيارة واحدة مثل مجموعة السيارات التي يمتلكها النجم فلان الفلاني.. أو لأنك لم تكن من بين الجماهير العريضة التي زحفت بأموالها الوفيرة لتحجز في "آي سيتي ماونتن فيو"!
أو ربما من بينكم أقل قليلا -أو حتى كثيرا- في طموحاته ويشعر بالغيرة والحزن لأنه لم يشتر هذا الصيف المكيف الجديد الذي شاهد إعلاناته في التليفزيون.. أو لم تشمله قائمة الحجز الدائرة لأحدث أنواع الهواتف المحمولة أو لأنه لم يحضر حفل عمرو دياب الأخير!
لكن هل تصدق أن كثيرين يحلمون باللحمة؟ هل تصدق أن هناك أسرًا كاملة لم تذق طعم اللحوم منذ أشهر؟ هل تعرف السبب؟ لأن ثمن الكيلو حتى بأسعار المجمعات الاستهلاكية قد يقصم ظهر أسرة الجنيه الواحد -الواحد- له عندها ألف اعتبار واعتبار..
ويوفرونه في المواصلات حتى لو كلفهم الأمر السير على الأقدام عدة كيلومترات.. وهؤلاء يكتمون آلامهم وأوجاعهم ليس فقط لارتفاع أسعار الكشف الطبي حتى الجمعيات الخيرية وأصبح مجرد الكشف يكلفهم ثمن نصف كيلو لحوم وإنما أيضا خوفا من تكلفة العلاج.. والأسر كثيرة العدد لا معنى لكيلو لحوم سينتهي في غداء واحد.. هل رأيتم من يتحمل أوجاع وآلام الأسنان خوفا من تكلفة العلاج؟!
الآن وقد تبقت ساعات على عيد الأضحى.. ابدأ بنفسك وفي النية أن يذهب جزء من نصيبك من اللحوم إلى غيرك.. ولا تحقرن من المعروف شيئا ولا تقلل من قيمة فعلك مهما بلغ حجم أو وزن ما ستقدمه.. العبرة بالنية وبالرغبة الصادقة أن تدخل الفرح والسرور إلى غيرك.. أن تشعر بالفرحة وأن تتسبب في سعادة آخرين.. أن تشعر بالإنسانية وأن تكون حريص على مشاعر إنسان آخر بجانبك أو في آخر الشارع الذي تقيم فيه أو في مكان آخر!
نتذكر الآن الحديث الشريف "ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع" وبالقياس فليس منا من يفرح بالعيد وغيره تعيس يعاني مرارة وذل الحاجة.. الجمعيات الخيرية كثيرة ولكن الفقراء أكثر والدولة تستورد لحومًا للغلابة لكن وزير التموين في بلادنا تخصص في رفع سعرها قبل كل عيد رغم أن الدولار يتراجع!
افعل الخير بنفسك.. لأنك تريد أن تفعله بنفسك حتى لو كنت تعرف أن غيرك سيفعله!
لحظة: لا تفعل الخير فقط.. وإنما حث عليه وادع له.. ولك مع كل أجر يحصل عليه من يستجب لك أجر جديد!