رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة المغرب والجزائر تدخل النفق المسدود.. اتهامات متبادلة بين الطرفين.. استغلال أزمة اللاجئين السوريين في الصراع السياسي.. ومجلة أمريكية: البلدان ضيعا فرصة التربع على عرش أقوى الاقتصادات

فيتو

تشتعل الحرب الكلامية بين المغرب والجزائر من وقت لآخر على خلفية قضية الصحراء الغربية، حتى وصل الصراع إلى لاجئي الأزمة السورية وتأخر نموهما الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


نفق مسدود

أكد وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي في المغرب "ناصر بوريطة"، أن العلاقات بين بلاده والجزائر دخلت نفقا مسدودا على جميع المستويات.

وأوضح بوريطة، في حديث أجرته معه الأسبوعية الدولية "جون أفريك"، نشر اليوم الإثنين، أن "العلاقات مع الجزائر لا تعرف أي تطور"، مؤكدا أنه لم تكن هناك أي زيارة ثنائية بيننا وبين المغرب منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال: "التنسيق، دخل في طريق مسدود على جميع المستويات، فاجتماعات اتحاد المغرب العربي لا تنعقد، والمغرب العربي يبقى المنطقة الأقل اندماجا في القارة".

وشدد بوريطة على أن بلاده مستعدة للتعامل "مع جميع الدول الأفريقية التي لا تبدي عداء للسيادة المغربية، على الرغم من أنها ورثت مواقف تعود لفترة متجاوزة حول الصحراء المغربية".


تلفيق الاتهامات

ووصل توتر العلاقات بين الدولتين، أبريل الماضي، إلى اتهام بعضهما بالكذب وتسهيل دخول لاجئين سوريين بطريقة غير شرعية لأراضيهما، إذ أعلنت وزارة الشئون الخارجية الجزائرية "رفضها القاطع" لما أثارته السلطات المغربية مؤخرا بتسهيل الجزائر دخول سوريين إلى أراضيها بطريقة غير شرعية.

ووصفت الجزائر اتهامات السلطات المغربية بـ"الخطيرة"، وفقا لبيان للخارجية الجزائرية جاء فيه أنه "على أثر الاتهامات التي وجهتها السلطات المغربية والتي تحمل الجزائر مسئولية محاولة مزعومة لرعايا سوريين دخول التراب المغربي بطريقة غير قانونية من الجزائر استقبل سفير المملكة المغربية اليوم الأحد 23 أبريل 2017 بوزارة الشئون الخارجية حيث تم إبلاغه بالرفض القاطع لهذه الادعاءات الكاذبة والتأكيد له الطابع غير المؤسس تماما لهذه الادعاءات التي لا ترمي سوى للإساءة إلى الجزائر التي اتهمت بفظاظة بممارسات غريبة عن أخلاقها وتقاليد الكرم والضيافة التي تتميز بها".

تجويع الشعبين

وجاءت القطيعة بين الدولتين على حساب شعبهما وتحسن مستواه الاقتصادي. وسلطت مجلة ذي "إيكونوميست" البريطانية الضوء على استمرار القطيعة بين الجزائر والمغرب ومدى انعكاساتها الاقتصادية والسياسية على البلدين، قائلة إن الإجراءات الجديدة على الحدود جوعت المغاربة، وأن البلدين ضيعا فرصة التربع على عرش أقوى الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لو تم استكمال مشروع اتحاد مغاربي كبير.

تبادل التهاني

وتقتصر العلاقات المغربية الجزائرية الوقت الحالي على تبادل التهاني في الأعياد القومية، وكان آخرها برقية تهنئة بعث بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الملك محمد السادس، بمناسبة احتفال المغرب بالذكرى المزدوجة لعيد ثورة الملك والشعب وعيد الشباب، قال فيها: "أؤكد لكم عزمي الراسخ وحرصي البالغ على مواصلة العمل معكم لتقوية وتوطيد أواصر الأخوة والصداقة والاحترام المتبادل التي تجمع بلدينا بما يخدم مصالحهما المشتركة ويلبي طموحات شعبينا الشقيقين في النماء والرفاهية في كنف الأمن والطمأنينة".
الجريدة الرسمية