رئيس التحرير
عصام كامل

أدلة البراءة والاتهام في قضية التجمع الخامس!


قبل أن نناقش أقوال السيد إبراهيم سليمان نقول إننا كتبنا أمس مقالًا بعنوان "كرامة المصريين التي جرحت في الحي الراقي" وأسندنا الرواية بأكثر من تعبير ولفظ إلى صاحبها لأنه حتى أمس لم يكن لدينا إلا رواية واحدة للحادث!


منذ صباح أمس بدأ الكثيرون في نشر وجهة النظر الأخرى والجانب الآخر من الرواية بعد أن تحدث أخيرا ومتأخرا الطرف الآخر من الواقعة السيد إبراهيم سليمان.. وكانت ظاهرة جيدة من سعي الناس إلى محاولة إظهار وإبراز ونشر الجانب الآخر من الرواية.. عملا بمبدأ حق الرد.. وهو ما لم يتيسر لإبراهيم سليمان منفردًا فأراد كثير من المصريين مشكورين مساعدته فيه..

ما سبق كما قلنا ظاهرة جيدة.. نتمنى أن نجدها في قضايا أخرى يكون كثير من البسطاء والغلابة- بطريقة أو بأخرى- متهمون فيها وخصوصًا في قضايا تخص الأعراض والشرف.. لكن الذي نتوقف عنده ونراه سلبيًا هو اتهام من كتبوا في القضية أنهم تسرعوا! وأنهم استبقوا الأحداث! إذ أن هذا الاتهام تحديدًا من حق الطرف الذي يشعر بالتجني عليه.. وأنه من حق الطرف الذي يشعر أنه تعرض للسب أو حتى للقذف ونظم القانون ذلك ومن حقه اللجوء إليه..

كما أن من حقنا أن نناقش الرد المتأخر للطرف الآخر ولا نعتمد أي شيء نقرأه بلا تفكير.. ورغم إيماننا المطلق أن القضاء وحده الحكم العدل في الأمر وهو وحده من يقول هذا مذنب وهذا بريء.. فإنه وعلى سبيل المثال يمكننا أن نتساءل: كيف ذهب إبراهيم سليمان لموقع الحداث لإنقاذ زوجته وهي تستغيث به من البيت؟ ولماذا لم يبلغ الشرطة أولا طالما يقول إنه يحمل دكتوراه في القانون؟ وما سر تعريفه لنفسه أنه يحمل دكتوراه في القانون ولم يقل إنه أستاذ في القانون في أي جهة؟ وإن لم يعمل بالدكتوراه في التدريس الجامعي فلماذا لم يعمل بالمحاماة؟ خاصة أنه قال أيضًا إنه رجل أعمال صغير..

فدكتوراه في القانون كفيلة لإنجاح أي مكتب قانوني بما هو أكبر من تجارة صغيرة أو بيزنس محدود؟ وكيف يقول إنه ذهب مع مجموعة من أصدقائه وكل المقبوض عليهم حتى الآن خفراء أو رجال أمن في فيلته وليسوا أصدقاء؟ كما أن كلامه أن زوجة ابنة اللواء استعانت بشقيقها وكيل النيابة يعني أن بقاءه -بلاش نقول هجومه- هو ومن معه استغرق وقتا طويلا وهو ما يتناقض مع قوله إن أسرة اللواء لفقت الاتهامات وأحدثت الإصابات في نفسها إذ إحداث الإصابات يمكن أن يتم دون وجود سليمان أصلا ؟ وكيف تصيب أسرة نفسها بالكامل رغم أن إصابة واحدة تكفي -مثلا- لتلفيق الاتهام؟

كما أن إطلاق شقيقها النار في الهواء يعني أن اشتباكا أراد فضه وإرهاب القائمين عليه، إذ لا يعقل أنه يطلق النار وشقيقته تلفق الإصابات؟ وأين الأدلة المادية على وجود مفاضات للصلح غير الشهود؟ وإن كانت الأسرة أحدثت الإصابات في نفسها فكيف تقبل أن تدعي زورًا بانتهاك عرض بناتها؟!! ولماذا هرب من الأساس إن كان يرى أنه مجنيًا عليه؟!

وهكذا يمكننا استنتاج عشرات الأسئلة والاستفهامات.. وهي كلها محاولة للفهم والأخذ والعطاء فيما نقرأه ونسمعه واعتقادنا أنها ستكون محل استفهام أجهزة التحقيق أيضًا التي نترك الأمر كله من الآن لها.. ما نريد قوله إنه يمكن لأحدنا الانحياز إلى رأي يقبل به ويرتضيه عقله طالما أن حق المتضرر في اللجوء للقضاء مكفول وطالما أن الهدف فتح ملف الظاهرة نفسها وليس فقط التوقف عند الحادث بعينه، وطالما أن الأمر يتم بنزاهة ودون الانحياز لأشخاص وإنما لأدلة وشواهد، وطالما أن الأمر يتم برغبة أكيدة في التوصل للحقيقة.. الحقيقة وفقط!
الجريدة الرسمية