تحرير الإسلام من الإسلاميين
أجيبوني أيها الناس ما الذي فعلناه بديننا؟ جعلناه دين سيف وحرب وقبر وكراهية، مع أن الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليكون رحمة، ألم يقل «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» للعالمين أيها الناس، وليس لفئة دون فئة، رحمة أيها الناس لا نقمة وعذاب وتنكيل وكراهية، الإسلام أيها الناس هو رسالة سلام، وليس من الإسلام في شيء من يروِّع جاره، وليس من الدين في شيء أن يعتدي مسلم على من يختلف معه في العقيدة، وأقسم بالله أيها المسلمون غير حانث في قسمي أن هذا الذي يمارسه المسلمون عوامهم وخواصهم ليس من الإسلام في شيء وهو يترك حسرة في النفوس، وخيبة أمل، وألما ما بعده ألم، لذلك نحن لا نحتاج إلى تجديد الخطاب الديني، فالخطاب الديني كان خطابا فاسدا، والفاسد لا يرد عليه تجديد ولكن يرد عليه تغيير وتبديل.
نحن نحتاج إلى ثورة في المفاهيم، وثورة في السلوكيات، نحتاج إلى تطهير الدين من الخرافات والأساطير التي دخلت عليه، نحتاج أن يفهم المسلم أن الدين يحتاج إلى إيمان ثم إلى سلوك، نحتاج إلى الاستقامة، ولو استقمنا لاستقامت حياتنا، نحتاج إلى تأكيد المقاصد العليا للإسلام، تلك المقاصد التي لم ينظر إليها أحد، ولم يسع لتأصيلها علميا إلا القليل، وهي تدور حول الحرية، والعدالة، وتعمير الأرض، وحفظ الكرامة لكل إنسان، ثم نحتاج بعد ذلك أن نضع فاصلا بين الإسلام والمسلم، فالمسلم له وعليه، وسلوكه وفكره يحسب له وعليه، وظلمه وعدله يحسب له أو عليه، وعلمه وجهله يحسب له أو عليه، وسيفه ورحمته يحسب له أو عليه، والعالم من المسلمين مهما كان قدره ما هو إلا رجل علم أشياء وجهل أشياء، ولا ينبغي أن ننسب ما علمه إلى الإسلام فلربما يتضح لنا ذات يوم أن علمه هذا لم يكن إلا وهما أو ظنا، لذلك فإن العالم مهما علا فإنما علمه لنفسه وجهله عليها.
يقينا أيها المسلمون لا ينبغي أن يختلط «الإسلام» في أذهاننا بـ«المسلم»، فثمة مسافة بينهما، ولكن العقول التي شكـَّلت لنا خطابا دينيا في القرن العشرين خلطت بينهما، وكان من ناتج هذا الخطاب أن تم نحت مصطلحات كثيرة خلطت بين النصوص وأفهامنا لهذه النصوص، وكان من هذه المصطلحات، الإسلام السياسي، والاقتصاد الإسلامي، والحركة الإسلامية، والمشروع الإسلامي، والعالم الإسلامي! فأصبح في حياتنا «الإسلاميون» وهم أرقى درجة ومنزلة من المسلمين، وما أفسد أفهام الناس للإسلام إلا هؤلاء، ولن يصلح حالنا إلا إذا حررنا الإسلام من الإسلاميين.
يقينا أيها المسلمون لا ينبغي أن يختلط «الإسلام» في أذهاننا بـ«المسلم»، فثمة مسافة بينهما، ولكن العقول التي شكـَّلت لنا خطابا دينيا في القرن العشرين خلطت بينهما، وكان من ناتج هذا الخطاب أن تم نحت مصطلحات كثيرة خلطت بين النصوص وأفهامنا لهذه النصوص، وكان من هذه المصطلحات، الإسلام السياسي، والاقتصاد الإسلامي، والحركة الإسلامية، والمشروع الإسلامي، والعالم الإسلامي! فأصبح في حياتنا «الإسلاميون» وهم أرقى درجة ومنزلة من المسلمين، وما أفسد أفهام الناس للإسلام إلا هؤلاء، ولن يصلح حالنا إلا إذا حررنا الإسلام من الإسلاميين.