«اللي يخرج من داره يتقل مقداره».. عودة آلاف السوريين إلى بلادهم سيرا على الأقدام.. صدمة من سلوك الأتراك.. أوروبا تحمل وجها آخر يجهله العرب.. وكشف أكذوبة استهداف الجيش للمدنيين
بدأ الشعب السوري العودة إلى وطنه الأم، بعد أعوام من الشتات في العواصم العربية والغربية؛ هربا من الحرب الدائرة هناك، الصور والمقاطع المصورة التي ترصد عودة الشعب السوري توحي بتغيير ما طرأ داخليا على صعيد الاستقرار، أو فضل هؤلاء العودة للموت في الوطن كخيار أفضل من المعاناة داخل مخيمات اللجوء.
الاحتفال بالأعياد
منذ يونيو الماضي، أفادت وكالات الأنباء العالمية بعودة آلاف السوريين لبلادهم من تركيا، سيرًا على الأقدام؛ للاحتفال بعيد الفطر مع أسرهم. وقال بعضهم آنذاك إنهم يريدون استئناف حياتهم في بلدهم، وأنهم سيعودون خلال شهر، إذا لم تمض الأمور بصورة جيدة، في حين ذكر آخرون أنهم يريدون العودة إلى سوريا نهائيا، متعللين بصعوبة إيجاد عمل في تركيا.
وقالت سوسن أم مصطفى لوكالة رويترز وهى تسير باتجاه المعبر الحدودي مع ابنتيها "يمكنك العثور على عمل في يوم وفى الآخر لا تستطيع.. أحيانا يجعلونك تعمل لكنهم لا يدفعون الأجر، حتى وإن فعلوا فهو لا يكفي".
وأضافت سوسن التي كانت تسكن حلب: "رائحة تراب حلب أفضل من هنا، الموت هناك بسبب الحرب أفضل من الموت هنا جوعا".
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، يتوافد آلاف اللاجئين السوريين بتركيا منذ ساعات الصباح الباكر، إلى المعابر المخصصة للمرور إلى سوريا للاحتفال بعيد الأضحى، وأشارت مصالح الهجرة التركية أن عدد المغادرين إلى سوريا لقضاء عطلة العيد يصل إلى 3 آلاف لاجئ يوميا.
وكان نحو 68 ألفا و238 لاجئًا سوريًا، قضوا عطلة عيد الفطر الماضي في بلادهم، وعاد منهم إلى تركيا مجددًا 59 ألفا و28 لاجئًا، فيما فضّل 9 آلاف و210 البقاء في المناطق المحررة من التنظيمات الإرهابية، بفضل عملية درع الفرات، ومن المتوقع أن يرتفع عدد السوريين الراغبين في البقاء بوطنهم.
الهجرة العكسية
في أبريل الماضي، لاحظت وسائل الإعلام السورية والعالمية عودة السوريين من الاتحاد الأوروبي بأعداد كبيرة إلى سوريا، وهو ما أطلقوا عليه الهجرة العكسية.
وقال أحمد، وهو تاجر من مدينة حلب، خلال حديثه إلى موقع قناة "الجديد" اللبناني أنه لم يتأقلم مع شكل الحياة في ألمانيا، فاللغة صعبة وشكل الحياة مختلف، لم أستطع أن أكمل شهري السادس كلاجئ قبل أن أقرر العودة.
وعن أبرز الأسباب التي تدفع السوريين للعودة، قال المحامي فؤاد عمر، أسس مجموعة تساعد السوريين على السفر واللجوء: "كثيرون صدموا بواقع الحياة في أوروبا، مثلًا في ألمانيا لا تستطيع أن تغير مكان إقامتك إلا بشروط صعبة جدًا، كذلك عانى كثيرون من تدخل السلطات الألمانية وأخذ أبناءهم منهم بحجة عدم تلبية مستلزمات الأطفال، وغيرها".
وعوامل أخرى ساهمت بتنامي "الهجرة العكسية" بينها التسهيلات التي بدأت الحكومات الأوروبية بتقديمها لمن يود العودة إلى بلده، وصلت إلى حد دفع مبالغ مالية لمن يرغب بذلك، حيث عرضت ألمانيا مثلًا دفع مبلغ 1200 يورو للراغبين بالرجوع.
الاطمئنان للأسد
منذ اندلاع الثورة السورية واضطراب الأوضاع الأمنية، أكد العديد من المحللين والكتاب العالميين تأييد معظم الشعب السوري للرئيس بشار الأسد لعدة أسباب، ذكر بعضها الكاتب الصحفي الأمريكي «ستيفن صهيوني»، في مقال له بصحيفة «أمريكان هيرالد تربيون»، موضحًا أن السوريين يرون «الأسد» مصلحًا، إذ شهدوا العديد من القوانين التي تصب في صالحهم، وتركز بشكل متواصل على إجراءات مكافحة الفساد، فضلًا عن رؤيتهم جهوده لإلغاء «حكم الحزب الواحد» الذي عانت منه الدول العربية الشقيقة مثل مصر.
كما نوه الكاتب بأن سوريا بها ملايين الموظفين بالخدمة المدنية الذين يرون زيادة رواتبهم بشكل منتظم ومتواصل بأمر من «بشار الأسد» منذ عام 2000 وحتى الوقت الحاضر، مؤكدًا أن الأطباء والمعلمين وأساتذة الجامعة، واستفاد باقي الموظفين كثيرًا من رئيسهم.
وأكد أيضًا الكاتب الأمريكي "براندون توربيفيل" أن عودة 60 ألف سوري لوطنهم يشير إلى اطمئنانهم لـ"الأسد" وعدم استهداف الجيش السوري للمدنيين كما يزعم الأمريكيون، لافتًا إلى تفضيل المواطنين العودة للمدن المحررة من قبل النظام السوري.