لماذا الصدمة من ترامب
يدهشني إحساس البعض بالصدمة نتيجة القرار الذي اتخذته واشنطن بعد تولي ترامب رئاسة أمريكا أن كل شيء بيننا صار على ما يرام (سمن على عسل)، ولذلك لم يتوقعوا قرار إلغاء مبلغ من المساعدات غير العسكرية وتأجيل مبلغ من المساعدات العسكرية.
نعم لقد أعلن ترامب أنه سوف يدعم مصر بصفة عامة والرئيس السيسي بصفة خاصة في الحرب ضد الإرهاب، لكن هذا الرجل قال الكثير ولم يلتزم به فيما يخص العديد من القضايا الداخلية والخارجية بالنسبة لأمريكا.. وهو شخصية- كما سبق أن قلنا من قبل- يمكنه أن يفعل الشيء وعكسه وليس سهلا توقع ما سوف يفعله ويتخذه من قرارات.
ثم إن الرجل ليس وحده الذي يحكم أمريكا.. هناك مؤسسات عديدة تشاركه الحكم.. الكونجرس والبنتاجون وأجهزة الأمن والمخابرات وقوى الضغط المختلفة.. وليس بالضرورة أن كل هذه المؤسسات تشاركه كل آرائه ومواقفه.
أيها المصدومين ليس معنى أن يقول ترامب بانتهاء عصر فرض الديمقراطية بالقوة وسياسة إسقاط الأنظمة السياسية من الخارج أن ذلك قد توقف بالفعل في أمريكا أو على الأقل أنها سوف تتوقف عن ممارسة الضغوط على الغير بشكل مستفز أو فج.. ولذلك أفيقوا وتوقفوا عن بعض التفسيرات الساذجة لما تفعله أمريكا خاصة معنا.. واهتموا أساسا بماذا نتصرف ونفعله نحن وما هي أفضل السياسات التي يتعين أن ننتهجها.