الإسكندرية و«الراية البيضا» مرة أخرى!
نعرف أن المعركة مع الفساد كالمعركة مع الإرهاب تمامًا.. طويلة ومريرة.. ولا مفر معهما من المقاومة.. بل لا حل معهما إلا المقاومة.. مع الثقة في النصر في الأخير.. وتتربع الإسكندرية للأسف ومنذ سنوات طويلة على قائمة المدن في مخالفات البناء، وبالتالي في في قائمة فساد المحليات والأحياء والإدارات الهندسية.. بعد أن كانت تتربع وحتى أوائل السبعينيات على قائمة أجمل مدن المتوسط، وذلك بطبيعة الحال قبل تسليمها من رئيس الجمهورية وقتئذ إلى بعض رجال الأعمال !
إلى قلب الموضوع حيث نقول إن واحدا من أهم المباني التي تطل على كورنيش الإسكندرية الخالد وبطراز الإسكندرية القديمة الشهير الذي لعب فيه اختلاط الإسكندرية بمدن وثقافات المتوسط يجرى الآن الاستعداد لهدمه وبوتيرة سريعة جدًا، حيث تم إخلاؤه وقد يبدأ هدمه خلال ساعات أو أيام على الأكثر!
بين المشهدين السابقين نسترجع مسلسل "الراية البيضا" للراحل العظيم أسامة أنور عكاشة الذي صاغ في مسلسله ببراعة بغير نظير قصة الصراع الجاري في مصر بين القبح والجمال.. بين القانون والخارجين عليه.. بين سطوة المال التي يمنكها أن تزيح من طريقها أي شيء وتشتري كل شيء.. ورغم أن لمسلسل عكاشة ظلالا من الحقيقة فإنه حكى ما يجري في مصر كلها بما في ذلك المقاومة التي تجرى للحفاظ على هوية مصر الحقيقية بالرغم من شراسة المعركة.. كان عكاشة يتنبأ بما سينتهي به الحال في مصر رغم أنه كتب مسلسله نهاية الثمانينيات.. ولم يفهم أحد رسالته كما لم يفهموا رسالة فيلمه "كتيبة الإعدام" وغيرها من الأعمال..
السؤال وإلى حين انتباه المحافظ والقيادات التنفيذية وباقي الأجهزة: هل سيتحرك مثقفو الإسكندرية للحفاظ على هوية عروس البحر الأبيض؟ هل سيقف أحد لمسلسل سيبدأ بمبنى واحد ولن يتوقف إلا بعد الانتهاء من الإسكندرية القديمة بكاملها؟
الإجابة الأيام المقبلة.. والمعلومات الكاملة عن المبنى المقصود لدينا لمن يهمه الأمر..