ويل للعرب من شر قد اقترب
أخبرنا نبي الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه، بهذا الخبر منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، وللأسف لم يقف كثير من الناس أمام ذلك الخبر المخيف ليسألوا أنفسهم عن ذلك الشر الذي اقترب، واكتفوا بما جاء في بعض كتب التفاسير التي أشارت إلى أن المقصود بذلك الشر، هو خروج يأجوج ومأجوج.
استكانوا واستراحوا لذلك التفسير، بل أركنوا أن ذلك الشر لن يقع إلا بعد سنين طويلة، بعد فنائهم من هذه الدنيا، وذلك بفعل طبيعة طول الأمل، التي جُبل عليها الإنسان، ونسوا أو تناسوا أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وأن دينه وشريعته يخاطبان كل العصور، وكل المستويات الفكرية دون استثناء، منذ فجر الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فنسوا أن التطاول والجرأة على الله، ومخالفة ما أمر به وشرع سبحانه وتعالى، شرٌ عظيم... وأن الإفتاء في الدين بالميل والهوى، شرٌ عظيم.. وأن سفك الدماء، وقتل الأبرياء دون ذنب، أو جريرة، شر عظيم.. وتفشي الظلم والقهر، والفقر والمرض، شر عظيم.. وإعلاء الباطل وتغليبه على الحق، شر عظيم.. وجلب المشقة على الناس، وأكل حقوقهم بالباطل، شر عظيم.. والتجّبر على الناس بالسطوة والنفوذ والسلطان، شر عظيم.. ومحاربة الناس في أرزاقهم، لقهرهم وإذلالهم وإخضاعهم، شرٌ عظيم.
إذا لم يكن كل هذا شر، فماذا يكون الشر، وإذا لم يكن هذا هو المقصود، بالشر الذي اقترب، فترى كيف سيكون الشر الذي حذرنا منه النبي الكريم، صلوات ربي وسلامه عليه، وإذا لم يكن هذا أيضًا المقصود بالشر الذي، اقترب، فلا شك أن كل ما سبق، وما يحدث الآن في بلاد العرب، ما هي إلا نُذر ذلك الشر، والذي سيكون بالتأكيد شرًا لا يُطاق، ولن يجد "غير المؤمن" فرصة لأن ينجو منه، وهنا مربط الفرس ومكمن الخطر..
فما يحدث في بلاد العرب الآن، لا يُبشّر بأي خير، ولعل أبلغ دليل على ذلك، ما فعلته الحكومة التونسية، من تطاول وجرأة على الله بعزمها على المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث!! مخالفة بذلك أحكام الشرع التي أمر الله بها، والمنصوص عليها صراحة في القرآن الكريم، وليست هذه هي المرة الأولى التي تخالف فيها تونس أحكام الله ونواهيه، فلها في ذلك باع منذ زمن.
والغريب والعجيب أن هناك أصواتا خارج تونس تدافع عن تلك التُرّهات، بدعوى المدنية الحديثة، والدفاع عن حقوق المرأة، وأقول لهؤلاء اذهبوا وتعلموا دينكم أولًا، لتعرفوا ماذا أعطى الإسلام للمرأة من حقوق، ولتعلموا كم شّرفها الإسلام ورفع قدرها، وكم أعطاها حقوقًا، لم تصل إليها حتى الآن مدنيتكم الحديثة التي تزعمونها.
أيها الناس..
إن ما يحدث حولنا، ما هو إلا حرب ممنهجة على الإسلام، فلا يغرنكم بالله الغَرور، وتمسكوا بحبل الله المتين، ونوره المبين، من قبل أن يأتي يوم لن ينفع فيه الندم..
أيها الناس..
إن الإسلام باق، ولن يُهزم، ولن تُنكّس رايته أبدًا، حتى يرث الله الأرض ومن عليها..
بسم الله الرحمن الرحيم
"يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)".. صدق الله العظيم.
أيها الناس.. الحذر.. الحذر.. قبل أن يحل علينا شر لا طاقة لأحد به.. هذا إن لم يكن قد حل بالفعل.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.. اللهم فاشهد.
(استقيموا يرحمكم الله)
mahmd.noor@gmail.com