وتعود ريما لعادتها القديمة!
حادث قطاري الإسكندرية الذي وقع منذ أيام وغيره من الحوادث وهي كثيرة ومؤلمة سببها الرئيسي خطأ بشري يتكرر للأسف؛ فليس معقولًا أن يغلق سائق القطار جهاز التحكم الآلي الذي صُنع خصيصًا لإيقاف القطار حال تجاوزه السيمافور المغلق وخرق الإشارة الحمراء..
وليس منطقيًا أن تترك أرواح آلاف الركاب لعامل البلوك أو التحويلة الذي غالبًا ما تصيبه الغفلة، فتقع بسببه الكارثة تلو الأخرى، ويتكرر سيناريو الحوادث بنفس تفاصيله، لكن في أماكن أخرى على امتداد شبكة السكة الحديد بطول البلاد وعرضها بشخوص آخرين ينتمون لمنظومة واحدة أصابها الفساد والتردي..
وفي كل واقعة تقوم الدنيا ولا تقعد، ويتبارى المسئولون لغسل أيديهم من المسئولية، ويجرى إلقاء التهمة على عامل بسيط أو سائق أرعن وتتطلع الأبصار لوضع حلول ناجعة، ويتبارى الخبراء لتشخيص العلة وتعد الحكومة بالإصلاح الجذري.. وشيئًا فشيئًا تهدأ ثائرة الموجوعين والرأي العام، وينسى الناس وتعود ريما لعادتها القديمة دون أن نعرف من المسئول الحقيقي عما حدث ومن الجاني الأصلي وكيف سنتجنب تكرار الكوارث؟
