رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم تقلص حجم الميزانية بدمج الكتب والاعتماد على التكنولوجيا «تقرير»

الدكتور طارق شوقي،
الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني

كلف وزير التربية والتعليم، والتعليم الفني، الدكتور طارق شوقي، بتخفيض حجم الورق المطبوع المستخدم في الكتب، والعمل على ضبط منظومة طباعة الكتب، وتقليص حجمها مع احتفاظ المحتوى بالقيمة العلمية ذاتها.


وجاء القرار بغرض التغلب على أزمة ارتفاع أسعار الورق وسعر طباعة الكتب، فتقرر عدة إجراءات منها حذف الاختبارات والتدريبات من الكتب لتقليل الصفحات المطلوب طباعتها.

الاعتماد على التكنولوجيا
كما قررت الوزارة أن يعتمد الطالب بشكل أكبر على استخدام التكنولوجيا باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز التعليم، فلولا التكنولوجيا وتطبيقاتها ما كانت للعلم نهضة، وما برزت خفاياه.

وجاء القراران معاونان ومؤيدان بعضهما، فبعد أن تم تقليص ورق الكتب يوازيه توسع في شرح بعض الكتب الدراسية كمناهج تفاعلية مع الطلاب، ورفعها على موقع الوزارة ليستفيد الطالب أكثر، كما يزيد اعتماد الطالب على استخدام التكنولوجيا.

شملت عملية الدمج هذه تسجيل اسطوانات صوتية لكتب اللغات للمرحلتين الإعدادية والثانوية، ولم يكن القرار مقتصرا على التعليم الأساسي وحسب بل أيضا التعليم الفني، بحيث تم تقليص بعض كتبه مع الحرص التام على الحفاظ على محتواه العلمي والفني دون الإخلال به.

كتابين في واحد
وفي إطار هذه الموجة من التعديلات في شكل الكتب تارة، ومحتواها تارة أخرى، أقرت الوزارة بدمج فصلين دراسيين في كتاب واحد للعام الدراسي، وفي الحدود المقبولة لحجم الكتاب لكل مرحلة.

ويؤدي دمج الكتب وتقليص ورق الطباعة ليصبح الكتابان للفصلين الدراسيين كتاب واحد، إلى تقليل عدد الورق للنصف تقريبا، وتوفير موارد مالية ضخمة، التي يمكن تسخيرها لتطوير وتحسين الموارد والبيئة التعليمية، من مرافق المدارس، وتطوير الأبنية التعليمية في المدارس المصرية، إلى جانب إنشاء مشاريع تنموية، والتوسع في المدارس، وتشجيع الطلاب على الأنشطة المختلفة.

كما قرر الوزير تدريب الطالب على استخدام التكنولوجيا في مراحله الأولى، باعتبارها تطبيقا عمليا لما يدرس، كما أن شبكة المعلومات واسعة ويمكن للطالب الاستعانة بالإنترنت وغيره للبحث عن تدريبات وأنشطة، وطرح الأسئلة وتحصيل الاستفادة، وهذه نقطة إضافية للوزارة ومن خلال تقديم الطلاب واستفساراتهم يمكنها كذلك تلقي شكواهم والعمل على حلها.

وتهدف التكنولوجيا الحديثة لإخراج الطالب من نظام الحفظ والتلقين وكثرة الثرثرة والسرد في المناهج الدراسية، وتطرحه في فضاء التكنولوجيا ويبحث بنفسه عن المعلومات، ويتعين له ومدرسة النقاش والتفاعل مع المنهج.

طلاب القرى والنجوع
لكن ما لم يؤخذ بالاعتبار في هذا القرار هو أن هناك عددا ليس بالقليل أبدا من طلاب القرى والحالات الاجتماعية المتوسطة والطبقات الفقيرة، التي لا يسعها تحمل أعباء التكنولوجيا واحتياجاتها، بل هناك أسر وقرى لم يدخلها الإنترنت والمخرجات التكنولوجية بشكل عام إلا النادر بها.

وكان لا بد من وضع مثل هذه القرى والنجوع في الاعتبار، فإما العمل على تسوية المشكلة قبل البت في هذا القرار، أو محاولة تيسير الأمر عليهم في مثل هذه المناطق والقرى، وتوفير الوسائل التكنولوجية التعليمية، حيث التعليم حق للجميع ويجب على الوزارة طرح البدائل والتسهيلات التي من شأنها النهوض بالمنظومة التعليمية وتحقيقا الصالح للطلاب، وبناء جيل المستقبل.
الجريدة الرسمية