رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. بلوكات السكة الحديد بكفر الشيخ «إهمال عيني عينك».. العمال: «مشي حالك» كلمة السر للكوارث.. السائقون المتهمون ولا رقابة على المحطات.. مهندسون يقبضون على الحوادث.. ووزير ال

فيتو

رغم تكرار نفس الحوادث بصورة مستمرة، إلا أن المسئولين عن قطاع النقل بشكل عام، وقطاع هيئة السكة الحديد بشكل خاص، يهملون ملف إصلاح السكة الحديد، ويغضون الطرف عن عدم تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة، بكل قطاعات السكة الحديد.


سكة حديد كفر الشيخ
ورصدت «فيتو» الأسباب الحقيقية وراء حوادث القطارات من خلال الحديث مع عمال وسائقين داخل أحد «البلوكات» المركزية بسكة حديد كفرالشيخ، وبصعوبة بالغة تمكنا من إقناعهم بالحديث دون الكشف عن هويتهم خوفًا من التنكيل بهم ومجازاتهم، بحسب قولهم، كما حدث مع بعض من سبقوهم الذين أعلنوا عن الفساد والإهمال المستشرى بسكك حديد مصر.

فساد وسلبيات
«مشي حالك».. كانت المقولة السائدة بين مسئولى السكة الحديد عند الإبلاغ عن أعطال، إذ قال «م.ع»، أحد العاملين بقطاع السكة الحديد بنطاق محافظة كفر الشيخ، إنه يوجد العديد من الفساد والسلبيات داخل هيئة السكة الحديد وللأسف المسؤولين عارفينها وبيقولوا لنا «مشوا نفسكم».

وأضاف: نحن في النهاية كعمال بلوكات وسائقين قطارات ندفع الثمن، فمثلًا سيمافورات السكة الحديد أغلبها يعمل ميكانيكى، ويوجد بطاريات التي نحتاجها للعمل بالسكة الحديد للتليفونات وجميع الاتصالات بخط القطارات، ولكنها نفذت وبنجيب الكهربائى يركب سلوك تليفونات بدلًا من البطاريات.

إهمال مستشري
واستطرد: عند حدوث أي أعطال يتم الاتصال بمسئولى الصيانة التابعين له، ويتم إخطار بقية المسؤولين تباعًا، وأغلب الحوادث التي تقع بالسكة الحديد سببها الإهمال لأنه عند حدوث أي عطل في القطار يقوم السائق بالإبلاغ، فيأتي فنى الصيانة ويقوم بشغل «مشي حالك»، وهو عارف أن نفس العطل هيحصل في اليوم التالي لنفس القطار، ولكن ليس لديه إمكانات فبيشتغل أي كلام، من الأخر السكة الحديد تسير بمبدأ «مشى حالك» عندما يتم الإبلاغ عن أي أعطال فنية بالقطارات وهذا ما يؤدي إلى حدوث كوارث.

عوامل الأمان
وتابع "س.ع": أن المزلقانات المطورة يوجد بكل بوابة بها "مسمارين" وبعد فترة المسامير بتخلص ولا يوجد لدينا قطع غيار بديلة، والشركة المصنعة للبوابات بتمشى، نعمل ايه؟ مع العلم أنه من المفترض أن يوجد بكل "رياسة" على مستوى الدلتا كميات للتشغيل، وتلك المسامير مكلفة، وبعد نفاد الكمية لا يمكننى تركيب مسامير عادية لأنها غير مطابقة، فأين أمان المزلقانات؟ وإذا أردتم حساب المسئول الحقيقى عن حادث قطار إسكندرية الأخير وما سبقه حاسبوا المسئولين الكبار قبل أن تحاسبوا الغلابة.

الصندوق الأسود للقطارات
وأكد أن جهاز " A T C" متواجد بجرار القطار وهو من يسجل أي شيء خلال رحلة القطار وهو مثل الصندوق الأسود بالطائرة، ومسئول عن عملية كلبشة القطار حال تجاوز السرعة المطلوبة" من خلال جهاز آخر " بالسيمافور"، وفى حال طلب سائق القطار بإصلاح أعطال جهاز " الآى تى سى" ورفضه القيام بالجرار وبه عيوب، يقع تحت التهديد من قبل رئيسه بأنه إذا لم يقم بالقطار سيتم نقله أو توقيع جزاء عليه وإحالته للتحقيق، فيضطر السائق للخروج بالقطار على مسئولية نفسه وهو عارف أن فيه إهمال أو كارثة ممكن تحصل.

حوافز الحوادث
وذكر «أ. ص» عامل ببلوك سكة حديد: يوجد مهندسين صيانة وفنيين بيقبضوا حوافز على حوادث القطارات، فأنا كسائق أخذ جزاء والمهندس يحصل على حوافز لرفعه الحادثة، والمفروض أن يحاسبوا أي سائق في السكة ويكون الجزاء لهم مضاعف، واللى فوق يُحاسب بجزاء مضاعف وهكذا.

وتابع: وتتكرر كوارث القطارات لأن التهمة دائمًا تلصق للسائق أو إلصاق التهمة بسيمافور معطل نتيجة لتقاعس فنى الصيانة، وحساب المقصر بالسكة الحديد غالبا ما يكون "حسابا وهميا" بالعكس يتم ترقيته، فمثلًا بدلًا من رئيس قسم بالقاهرة ينقل ويكون رئيس قسم بالإسكندرية، وبكل صراحة اللى بيشيل الليلة دائما هم "سائق القطار أو عامل البلوك أو غفير المزلقان" حتى ناظر المحطة لا يتم المساس به.

وتابع: عقب إحدى حوادث القطارات خلال السنوات القليلة الأخيرة، جاء مهندس من القاهرة عقب الحادث مباشرة وأخبرنا أنه سيتم تركيب " تراكات" تحت السيمافورات، في حال تجاوز سرعة القطار يتم وقف القطار تلقائيًا، حتى لو نفس على الخط، وللعلم أنه إذا تم تركيب مثل هذه المعدات بطريق قطار الإسكندرية لم يكن يحدث كارثة بهذا الشكل ولكن بسبب عطل بالسيمافور و" جهاز الآي تى سى" معطل فانعدم الربط ووقعت الحادثة.

وقال أيضا: ومضى المهندس ولم يأت مرة أخرى ولم يتم تركيب أي شيء حتى الآن، والإهمال أصبح مستشرى بكل شيء للأسف الشديد ولا يتحركون إلا عقب وقوع مصيبة.

زيارات الوزير
وأكد، "م.م.س"، أنه يوجد عجز شديد بالعمالة في المحطات و«بوسطات» السكة، متابعًا: «من يخرج معاش لا يوجد بديل مكانه، ولا نعرف السبب وراء عدم وجود تعيينات جديدة، وإهمال هندسة السكة الحديد».

قطار شربين
وضرب مثال على ذلك قائلًا: «قطار شربين الذي كان محمل أطنان غلة، وبعد أن اتهموا السائق جاء التقرير ليفيد أن المتهم هو هندسة السكة الحديد لعدم وجود زلط مما تسبب في حدوث أزمة بالطريق، ويوجد عمال أيضًا مهملين ولا يوجد أي رقابة على المحطات».

وأضاف في نهاية حديثه: «وزير النقل عندما كان موجودًا خلال الأيام الماضية لم يستمع لعامل واحد فقط عن وجود أي سلبيات، الوزير اتصور واتفسح شوية بالقطار ومشى، وتم التنبيه على جميع العمال بعدم التحدث عن أي مشكلة والأدهى أنه مثلًا لو وجد عامل معروف عنه أن مقابلة المسئول سواء وزير أو محافظ أو غيره لشرح سوء الأوضاع له، يتم نقل الموظف أو تغييبه عن العمل أو فعل أي شيء، المهم إبعاد هذا العامل عن مكان الزيارة لحين إنهائها».
الجريدة الرسمية