رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب استهداف داعش بلاد الأندلس.. «تقرير»

حادث برشلونة
حادث برشلونة

ظلت إسبانيا لمدة ثلاثة عشر عامًا دون هجمات إرهابية تستهدف حياة مدنيين أو رجال شرطة أوجيش، ما دفع السياح من جميع أنحاء العالم لاختيارها كمصيف بديلا عن الدول شهيرة بالسياحة أصيبت بآفة الحوادث الإرهابية مثل مصر وتركيا وتونس. ولكن أمس انضمت لقائمة الدول الأوروبية المستهدفة من داعش.


وأسفر هجوما أمس الخميس في برشلونة، أحدهما في شارع لا رمبلا الذي يعج بالسياح، عن مقتل 16 وإصابة أكثر من 100 آخرين، جراء دهس حافلة لمجموعة من المارة. وألقت الشرطة القبض على اثنين من المشبه فيهم، ولكنها لا تزال تبحث عن سائق الحافلة وهو مغربي يدعى موسى أبو كبير.

مؤامرات داعشية
وفي خضم معاناة دول غرب أوروبا مع هجمات الذئب المنفرد المدعومة من تنظيم داعش الإرهابي، تمكنت الشرطة الإسبانية العام الماضي من إحباط ثلاث مؤامرات على الأقل كانت تستهدف مدنيين.

ففي نوفمبر 2016، ألقت الشرطة القبض على مغربي بالقرب من مدينة مدريد يخطط لهجوم درس تنفيذه على الإنترنت، وفي ديسمبر 2016، ألقت القبض أيضًا على إرهابي في شمال البلاد كان يخطط لعملية دهس بسيارة شحن على غرار هجوم نيس في فرنسا، أما مايو 2017، احتجزت رجلين مغربيين خططا لعملية دهس بشاحنة.

ونوه موقع "بيزنس إنسايدر"، في نسخته الأسترالية، أن آخر هجوم إرهابي شهدته الأراضي الإسبانية كان في مارس 2004 عندما فجر إرهابيو تنظيم القاعدة أربعة قطارات في مدريد ما أسفر عن مقتل 191.

اندماج المسلمين
ومنذ ذلك الوقت، عززت إسبانيا من قواتها الأمنية وإمكانياتها الاستخباراتية وتتبع حاليًا ألف شخص يشتبه في صلتهم بالإرهاب وداعش.

ورأى محلل استخباراتي في تصريح لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية، أن الإرهاب لم يتمكن من إسبانيا خلال الفترة الماضية بفضل الاندماج الجيد للمسلمين في المجتمع على عكس الوضع في فرنسا، مؤكدًا: "لا ينعزل المسلمون في إسبانيا كما يحدث في فرنسا، ولكنهم يندمجون في المجتمع، لذا فمستويات التطرف ضعيفة."

معركة العقاب
ولكن يعتقد البعض أن إصرار داعش على تنفيذ هجمات إرهابية في إسبانيا يعود إلى رغبتها في عودة الحكم الإسلامي الذي شهدته الأندلس بين عامي 711 إلى 1492. واستغل التنظيم هذا الجزء من التاريخ في شحن مسلحيه بتذكيرهم أن الإسبانيين قتلوا 60 ألف مسلم في معركة العقاب أو لاس نافاس دي تولوسا عام 1212.

وتثير إسبانيا ذعر دول غرب أوروبا المستهدفة بالفعل من داعش، بسبب قربها من دول المغرب العربي وسهولة انتقال مسلحي التنظيم أو حتى المؤيدين له المقيمين فيها إلى الدول المحطية بها وتنفيذ مزيدًا من الهجمات الإرهابية.
الجريدة الرسمية